الميسرة عمير بن الحباب السلمي ، وعلى خيل بن زياد شرجيل بن ذي الكلاع ، وابن زياد في الرجّالة فما كان إلّا أن تواقف الفريقان حتى حمل الحصين بن نمير بالميمنة على ميسرة أهل الكوفة فهزمها وقتل أميرها علي بن مالك ، فأخذ رايته بعده ولده محمد بن علي فقتل أيضاً ، واستمرَّ ـ الميسرة ذاهبة فجعل ابن الاشتر يناديهم : إليّ إليّ يا شرطة الله ، أنا ابن الأشتر ، وكشف عن رأسه ليعرفوه ، فاجتمعوا إليه ثم حملت ميمنة الكوفة على ميسرة أهل الشام فثبتوا لهم وقاتلوا بالرماح ثم بالسيوف وبالعمد ثم حمل إبراهيم بن الأشتر وحمل أصحابه حملة رجل واحد فانهزم بين يديه أصحاب ابن زياد ، وهو يقتلهم كما يقتل الحملان وأتبعهم بنفسه ومن معه من الشجعان وثبت عبيدالله بن زياد في موقفه حتى اجتاز به ابن الأشتر فقتله وهو لا يعرفه.
ولمّا انهزم جيش ابن زياد عليه اللعنة قال أبراهيم ابن الأشتر لأصحابه : التمسوا في القتلى رجلاً ضربته بالسيف فنفحتني منه ريح المسك ، شرقت يداه وغربت رجلاه ، وهو واقف عند راية منفردة على شاطئ نهر خازر ، فالتمسوه فإذا هو عبيدالله بن زياد وقد ضربه ابراهيم ابن الأشتر فقطّعه نصفين ، فاحتزّوا رأسه وبعثوه إلى المختار بن أبي عبيدة إلى الكوفة ، وبعث معه رؤوس قواده مع البشارة بالنصر والظفر بأهل الشام ، وأحرقت جثّته وقتل من الرؤوس أيضاً شرجيل بن ذي الكلاغ والحصين بن نمير ، عليهم لعائن الله.
وقال المختار رحمهالله فوطئ وجه ابن زياد بنعله ، ثم رمى بها إلى غلامه ، وقال اغسلها فإنّي وضعتها على وجه نجس كافر.
قال الراوي : وتبع أصحاب بن الأشتر المنهزمين من أهل الشام ، فكان من غرق منهم في نهر الخازر أكثر ممّن قتل ، وقالت الشعراء في ذلك اليوم تهجّوا ابن زياد وتذكّر الواقعة فمن قال شعراً سراقة البارقي يمدح ابن الأشتر :