إنّ امرءاً كانت مساويه |
|
حبّ النبي لغير ذي ذنب |
وكذا بني حسن والدهم |
|
من طاب في الأرحام والصلب |
ويرون ذنباً إن أحبّكم |
|
بل حبّكم كفّارة الذنب |
وحدّث عيسى بن سوادة قال : كنت بالمدينة لمّا جيء برأس زيد ونصب في مؤخّر المسجد على رأس رمح ، وأمر الوالي فنودي في المدينة برأت الذمّة من رجل بلغ الحلم لم يحضر المسجد ، فحضر الناس الغرباء وغيرهم ولبثوا سبعة أيام كلّ يوم يخرج الوالي فيقوم الخطباء من الرؤساء فيلعنون علياً والحسين وزيداً وأشياعهم ، فإذا فرغوا قام القبائل عربيّهم وأعجميّهم ، وكان بني عثمان أول من قام الى ذلك ، حتى إذا صلى الظهر وانصرف وعاد بالغد مثلها سبعة أيام ، وقام رجل من قريش يقال له : محمد بن صفوان الجمحي فأمره الوالي بالجلوس ، ثم عاد من غير أن يدّعي فقال له الوالي : اقعد ، فقال : إن هذا مقام يقدر عليه أحد ، فإذن له الوالي بالكلام ، فأخذ في خطبته فلعن علياً وأهل بيته والحسين وزيداً ومن يحبهم ، فبينا هو كذلك إذ وضع يده على رأسه ووقع على الأرض ، فظننّا أنّ خطبته انتقضت فتبينّاه وإذا به يصيح من رأسه ، ولم يزل كذلك حتى ذهب بصره.
قال الراوي : ثم سير الرأس الشريف إلى مصر ، فنصب بالجامع فسرقه أهل مصر ودفنوه في مسجد محرس ، قال الكندي : قدموا بالرأس الى مصر سنة اثنتين وعشرين ومائة يوم الأحد لعشر خلون من جمادي الآخرة ، واجتمع عليه الناس في المسجد ، ودفن في مصر وهو مشهد صحيح لأنه طيف به بمصر ثم نصب على المنبر بالجامع سنة أثنتين وعشرين ومائة.
ويحدّث ابن عبد الظاهر أنّ الأفضل أمير الجيوش لمّا بلغته حكاية رأس زيد بن علي عليهالسلام أمر بكشف المسجد ، وكان وسط الأكوام ولم يبق من معالمه إلّا محرابه ، فوجد هذا العضو الشريف.