وذكر خطيب مصر أبوالفتوح ناصر الزيدي وكان من جملة من حضر الكشف أنّه رأى في جبهة زيد أثراً في سعة الدرهم ، قال : فضمخ وعطر وحمل الى داره حتى عمر هذا المشهد.
قال صاحب العدل الشاهد : يزار مشهد زيد بمصر يوم الأحد من كل اسبوع يقصده عامة الناس ليلاً ونهاراً ، وله مولد في كل عام يحضره الناس والظاهر أنّما يزار في كل أحد لأنّه كان الكشف عليه يوم الأحد تاسع عشر من ربيع الأول سنة خمس وعشرين وخمسمائة ، وكان زيد عليهالسلام من اُباة الضيم (١) ، قال الكواز رحمهالله :
وزيد قد كان الإباء سجيّة |
|
لآبائه الغرّ الكرام الأطايب |
__________________
(١) (فائدة) قال الراوي : وبينا زيد يقاتل أصحاب يوسف بن عمرة إذ انفصل رجل من كلب على فرس له رائع ، وصار من قرب من زيد فشتم الزهراء فاطمة ، فغضب يزيد ، وبكى حتى ابتلّت لحيته ، والتفت الى من معه ، وقال : أما أحد يغضب لفاطمة؟ أما أحد يغضب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ أما أحد يغضب لله؟ قال سعيد بن خيثم : أتيت إلى مولى لي كان معه مشمل (المشمل كمنبر سيف قصير يتغطى به تحت الثوب) فأخذته منه وتستّرت خلف النظارة والناس يومئذ فرقتين مقاتلة ونظارة ثم صرت وراء الكلبي وقد تحوّل من فرسه وركب بغلة فضربته في عنقه فرقع راسه بين يدي البغلة وشدّ أصحابه عَلَيَّ وكادوا يرهقوني ، فلمّا رأى أصحابنا ذلك كبّروا وحملوا عليهم واستنقذوني ، فركبت البغلة وأتيت زيداً فقبّل بين عيني ، وقال : أدركت والله ثارنا ، ادركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرهما ، ثم أعطاني البغلة.
(فائدة) : قال أرباب التاريخ : ولمّا جنّ الليل من ليلة الجمعة الثالثة من صفر سنة مائة وإحدى وعشرين ، رمى زيد بسهم غرب أصاب جبهته ووصل إلى الدماغ ، وكان الرامي له مملوك ليوسف بن عمرو اسمه راشد ويقال من أصحابه اسمه داود بن كيسان!
(فائدة) : ولمّا اُصيب زيد عليهالسلام بالسهم فجاء أصحابه إليه وأدخلوه بيت حرّان كريمة مولى بعض العرب في سكّة البريد في دور أرحب وشاكر وجاؤا إليه بطبيب يقال له شقير ، وفي مقاتل الطالبيين اسمه سفيان ، فقال له الطبيب : إن نزعته من رأسك مت ، فقال : الموت أهون عَلَيَّ ممّا أنا فيه ، فأخذ الكلبتين فانتزعه ، وفي ذلك الحين مات رضوان الله عليه.