إلّا عمرو بن حريث ، فإنّه أتى داره ولم يلزم نفسه الحصار ثم خرج حتى نزل البر ، ثم جاء المختار ونزل جانب السوق وولّى حصار القصر ابراهيم بن الأشتر ، ويزيد ابن أنس ، وأحمر بن شميط ، فكان ابن الأشتر مما يلي المسجد وباب القصر ويزيد بن أنس مما يلي بني حذيفة ، وسكة دار الروميين وأحمر بن شميط ممّا يلي دار عمارة ودار أبي موسى ، فلمّا اشتد الحصار على ابن مطيع وأصحابه كلّم الأشراف ، وقام إليهم شبث فقال له : أصلح الله الأمير انظر لنفسك ولمن معك فوالله ما عندهم غناء عنك ولا عن أنفسهم. قال ابن مطيع : أشيروا عليّ برأيكم. فقال له شبث : الرأي أن تأخذ لنفسك من هذا الرجل أماناً ولنا وتخرج ولا تهلك نفسك ومن معك.
قال الراوي : ولمّا أن جنّ الليل خرج من القصر من نحو درب الروميين حتى أتى دار أبي موسى ، وخلّى القصر وفتح أصحابه الباب فقالوا له : يا ابن الأشتر آمنون نحن؟ قال : أنتم آمنون ، قال : وخرج من القصر عند ذلك وهو قصر الإمارة هذا هو القصر الذي أصعدوا مسلم بن عقيل على سطحه ورموه من أعلى السطح إلى الأرض ، هذا هو القصر الذي أدخول فيه بنات الرسالة على ابن مرجانة والسجاد مغلل ومقيّد ، فلمّا رأه ابن زياد (لعنه الله) قال : من هذا العليل؟ فقيل له : هذا علي بن الحسين. قال : أليس قد قتل الله عليّاً ... الخ.