والثاني من السفراء هو أبوجعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري رحمهالله فكانت الشيعة بعد موت أبيه لا تختلف بعدالته ، ولا بإمامته والتوقيعات تخرج على يديه إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط الذي كان يخرج في حياة أبيه عثمان رحمهالله ، وكانت لأبي جعفر محمد بن عثمان كتب في الفقه ممّا سمعه من أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام ومنها كتب في الأشربة ، وروى عنه رحمهالله : (والله إنّ صاحب الأمر ليحضر في الموسم كلّ سنة يرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه).
وقيل له : رأيت صاحب هذا الأمر؟ قال : نعم آخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : (اللّهمّ انجز لي وعدي).
ودخل عليه بعض أصحابه فرآه وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها آياً من القرآن ، وأسماء الأئمّة على حواشيها ، فقال : هذي لقبري أسند إليها ، وقد فرغت منه وأنا كلّ يوم أنزل فيه فأقرأ جزءاً من القرآن ، فإذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت إلى الله ودفنت فيه ، فكان كما قال رحمهالله.
وفي رواية : حفر لنفسه قبراً وقال : أمرت أن أجمع أمري ، فمات بعد شهر ودفن عند والدته بشارع باب الكوفة في بغداد.
والثالث من السفراء أبوالقاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، أقامه أبو جعفر محمّد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين ، وقد جمع وجوه الشيعة وشيوخها ، وقال : إن حدث عَلَيَّ حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في موضعي بعدي ، فارجعوا إليه وعولوا في أموركم عليه.