بأرجائها ، والأشجار بأغصانها ، والحيتان في لجج البحار ، والملائكة المقربون ، وأهل السماوات أجمعون ، أيها الناس أيّ قلب لا ينصدع لقتله؟ أم أيّ فؤاد لا يحنّ عليه؟ أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثملت في الإسلام؟ أيها الناس أصبحنا مطرودين مشردين مذودين ، شاسعين الأوطان ، كأنّنا أولاد ترك وكابل ، من غير جرم أجرمناه ، ولا مكروه ارتكبناه ، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها ، ولا سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ، إنّ هذا إلا اختلاق ، والله لو أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصاية بنا لما زادوا على ما فعلوا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، من مصيبة ما أعظمها وأوجعها وأفجعها وأكظّها وأفظعها وأمّرها وأفدحها ، فعند الله نحتسب فيما أصابنا ، وما بلغ بنا فإنّه عزيز ذوانتقام».
قال : فعلت الأصوات بالبكاء والعويل.
وروى في المنتخب (١) : إن ام كلثوم عليهاالسلام حين توجهت الى المدينة جعلت تبكي وتقول :
مدينة جدنا لا تقبلينا |
|
فبالحسرات والأحزان جينا |
خرجنا منك بالأهلين جمعاً |
|
رجعنا لا رجال لا وبنينا |
__________________
(١) انظر ج ٢ ص ٤٩٩.