كهو لكم خير الكهول ونسلهم |
|
إذا عدّ نسل لا يبور ولا يخزى |
قال السيد ابن طاووس (١) : وخطبت أم كلثوم بنت علي عليهماالسلام في ذلك اليوم من وارء كلتها رافعة صوتها بالبكاء ، فقالت :
(يا أهل الكوفة سوئه لكم ، مالكم خذلتم حسيناً وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله وورثتموه ، وسبيتم نساءه ونكبتموه ، فتبّاً لكم وسحقا ، ويلكم أتدرون أيّ دواه دهتكم؟ وأيّ وزر على ظهوركم حملتم ، وأيّ دماء سفكتموها ، وأيّ كريمة أصبتموها ، وأيّ حبية سلبتموها ، وأيّ أموال انتهبتموها ، قتلتم خير الرجالات بعد النبي ، ونزعت الرحمة من قلوبكم (ألا إن حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ وحزب الشيطان هم الخاسرون) (٢)
أقول : نعم نزعت الرحمة من قلوبهم فلم يراعوا طفلة لبكائها ، ولم يرقّوا على طفل لحنينه ، بل كانوا يوجعونهم ضربا ، كما قالت سكينة : وإذا دمعت من أحدنا عين قرعوا رأسها بالرمح.
فإن يبكي اليتيم أباه شجوناً |
|
مسحن سياطهم رأس اليتيم (٣) |
وقال آخر :
وإذا حن بالسبايا يتيم |
|
جاوبته أرامل ويتامى |
__________________
(١) في ص ١٩٨ من كتابه الملهوف على قتلى الطفوف.
(٢) سورة المجادلة / ١٩.
(٣) من قصيدة للمغفور له السيد مهدي الأعرجي رحمهالله مطلعها :
سقت ربعاً بسلع فالغميم |
|
غوادي الدمع للغيث العميمِ |