بالجزاء على أعمالك بعد أن تظاهرت لديك الأدلة على ذلك ، فإن الذي خلقك من نطفة ثم صيّرك بشرا سويّا ـ قادر على أن يبعثك ويحاسبك فى نشأة أخرى ، ومن شاهد ذلك وتدبره وأعمل فيه فكره ثم بقي على عناده ، فقد طمس على بصيرته وضل سواء السبيل.
ثم زاد ما سلف توكيدا فقال :
(أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) صنعا وتدبيرا ، ومن ثم وضع الجزاء لهذا النوع الإنسانى ، ليحفظ له منزلته من الكرامة التي أعدها له بأصل فطرته ، ثم انحدر منها إلى المنازل السفلى بجهله وسوء تدبيره ، ولهذا أرسل له الرسل مبشرين ومنذرين ، وأنزل معهم الشرائع ليبينوها له ويدعوه إليها رحمة به.
سبحانك ، ما أعدلك وأحكمك ، وأنت اللطيف الخبير ، وإليك المرجع والمصير.