ودخلت عليه وابلغته السلام ووضعت المال بين يديه وعرضت عليه الشهري ، فنظر إليه ساعة ثم تبسم وقال يا ياسر هكذا كان العهد بيني وبينه؟ فقلت : يا سيدي دع عنك العتاب فو اللّه وحق جدك محمد (ص) ما كان يعقل من امره شيئا وما علم اين هو (١) في ارض اللّه ، وقد نذر اللّه نذرا وحلف ان لا يسكر ابدا ولا تذكر له شيئا ولا تعاتبه على ما كان منه ، فقال (ع) : هكذا كان عزمي ورأيي ، فقلت : ان جماعة من بني هاشم والقواد بالباب بعثهم ليسلموا عليك ويكونوا معك اذا ركبت ، فقال (ع) ادخل بني هاشم والقواد ما خلا عبد الرحمن بن الحسن وحمزة بن الحسن ، فخرجت إليهم وادخلتهم فسلموا وخدموا ، فدعا (ع) بالثياب ولبس ونهض وركب معه الناس حتى دخلوا على المأمون ، فلما رآه قام إليه وضمه الى صدره ورحب به ولم ياذن لاحد بالدخول عليه ، ولم يزل يحدثه ويساره فلما انقضى ذلك قال له ابو جعفر (ع) : يا امير المؤمنين فقال له المأمون : لبيك وسعديك ، قال : لك نصيحة فاقبلها فقال المأمون : فحمدا وشكرا فما ذلك؟ فقال (ع) : احب ان لا تخرج بالليل فاني لست امن عليك من هذا الخلق المنكوس ، وعندي حرز تحصن به نفسك وتحترز من الشرور والبلايا والمكاره والآفات والعاهات ، كما انقذني اللّه منك البارحة ، ولو لقيت به جيوش الروم او اكثر
__________________
(١) رواه ابن طاوس في مهج الدعوات وفيه (من ارض اللّه).
(شير محمد)