طاهر بن عبد الله ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ـ قراءة حينئذ ـ وأنبأنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الحسين الطّيوري ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، أنبأنا الدارقطني ـ قراءة ـ قال : أنبأنا منصور بن محمّد الأصبهاني عم الأمير ابن بدر ، نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن رزيك ، نبأنا عبد الواحد بن محمّد ، نبأنا أبو المنذر هشام بن محمّد ، نبأنا أبو مخنف لوط بن يحيى ، حدّثني (١) بن زهير بن عبد الله بن عبد الله بن زهير بن سليمان الأزدي ، عن محمّد بن مخنف ، قال : كان أوّل عمّال عثمان أحدث منكرا ، الوليد بن عقبة كان يدني (٢) السّحرة ، ويشرب الخمر ، وكان يجالسه على شرابه أبو زبيد الطائي ، وكان نصرانيا ، وكان صفيا له ، فأنزله دار القبطي ، وكانت لعثمان بن عفّان اشتراها من عقيل بن أبي طالب فكانت (لأضيافه) (٣) ، وكان يجالسه أيضا على شرابه عبد الرّحمن بن خنيس الأسدي ، فكان الناس يتذاكرون شربهم ، وإسرافهم على أنفسهم فخرج بكير بن حمدان الأحمري النضري (٤) ، فأتى النعمان بن أوس المزني ، وجرير بن عبد الله البجلي فأسرّ إليهما أن الوليد يشرب السّاعة ، فقاما ومعهما رجل من جلسائهما فمروا بحذيفة بن اليمان ، فأخبروه الخبر ، فقال : ادخلا عليه ، فانظرا إن احببتما ، فمضيا حتى دخلا عليه ، فسلّما ، ونظر إليهما الوليد ، فأخذ كل شيء كان بين يديه فأدخله تحت السّرير ، فأقبلا حتى جلسا ، فقال لهما : ما جاء بكما؟ قالا : ما هذا الذي تحت السرير ولم يريا بين يديه شيئا فأدخلا أيديهما تحت السّرير ، فإذا هو طبق عليه قطفة من عنب قد أكل عامته ، فاستحيا ، وقاما فأخذا يظهران عذره ويردان الناس عنه ، ثم لم يرعهما من الوليد إلّا وقد أخرج سريره فوضعه في صحن المسجد وجاء ساحر يدعى نظروبي (٥) ، وكان ابن الكلبي يسمّيه اليشتابي (٦) من أهل بابل فاجتمع إليه الناس ، فأخذ يريهم الأعاجيب ، يريهم الأعاجيب ، يريهم حبلا في المسجد مستطيلا وعليه فيل يمشي ، وناقة تخب ، وفرس تركض ، والناس يتعجّبون ممّا
__________________
(١) بياض بالأصل.
(٢) بالأصل : «يروي» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٦ / ١٢٤.
(٣) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور.
(٤) في المختصر «من القصر» مكان «النضري».
(٥) في مختصر ابن منظور ٦ / ١٢٤ «بطروني» وفي الإصابة : «بطرونا».
(٦) في الإصابة : «بستاني» وفي الاستيعاب : «أبو بستان».