هريرة قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لي جبريل : يا محمد ، إن سألك اليهود أي الأجلين قضى موسى ، فقل أوفاهما ، وإن سألوك أيهما تزوج فقل الصغرى ، وروى البخاري عن سعيد بن جبير قال : سألني يهودي من أهل الحيرة ، أي الأجلين قضى موسى فقلت : لا أدري حتى أقدم على حبر العرب فأسأله ، فقدمت فسألت ابن عباس فقال : قضى أكثرهما وأطيبهما ، إن رسول الله إذا قال فعل (ورواه النسائي في حديث الفتون) ، وجاء في تاريخ الطبري عن سعيد بن جبير قال : سألني رجل من أهل النصرانية : أي الأجلين قضى موسى ، قلت لا أعلم ، وأنا يومئذ لا أعلم ، فلقيت ابن عباس ، فذكرت له الذي سألني عنه النصراني ، فقال : أما كنت تعلم أن ثمانيا واجبة عليه ، لم يكن نبي لينقض منها شيئا ، وتعلم أن الله كان قاضيا عن موسى عدته التي وعده ، فإنه قضى عشر سنين» (١).
وهكذا يمكث موسى في مدين عشر سنين (٢) ، يرزق فيها بولدين من زوجته صفورة (٣) ثم يعود إلى مصر ، بعد أن قضى أكمل وأتم الأجل الذي كان بينه وبين صهره ، وبعد أن علم ، طبقا لرواية التوراة ، أن ملك مصر الذي كان يطلبه قد مات (٤) ، فينبعث الأمل في نفس موسى عليهالسلام في العودة إلى أرض الكنانة ، بل إنه يقرر العودة فعلا ، وقد «تنهد بنو إسرائيل من العبودية (٥)».
__________________
(١) تفسير النسفي ١ / ٢٣٤ ، الدر المنثور ٥ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، تاريخ الطبري ١ / ٣٩٩ ، ابن كثير : مختصر التفسير ٣ / ١١ ، البداية والنهاية ١ / ٢٤٥.
(٢) تذهب التقاليد اليهودية والنصرانية إلى أن موسى قد أقام في مدين أربعين عاما (خروج ٧ / ٧ ، أعمال الرسل ٧ / ٣٠ ، قاموس الكتاب المقدس ٢ / ٩٣١).
(٣) خروج ٢ / ٢١ ـ ٢٢ ، ١٨ / ١ ـ ٦.
(٤) خروج ٢ / ٢٣ ، ٤ / ٢٩ ، وأنظر : في ظلال القرآن ٥ / ٣٠٧٧.
(٥) خروج ٢ / ٢٣ ـ ٢٥.