الفصل الرّابع
مكانة موسى في التاريخ اليهودي
(١) مكانة موسى عند المسلمين : ـ
لا ريب في أن سيدنا موسى عليهالسلام ، إنما يحتل مكانة ممتازة عند المسلمين ، ذلك لأن كليم الله في القرآن الكريم إنما هو من المرسلين الكبار ، أولي العزم الخمسة المنصوص على أسمائهم تخصيصا من بين سائر الأنبياء في آيتين من آي الذكر الحكيم ، هما قوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً) (١) ، وقوله تعالى. (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ، أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) (٢)
ولموسى منزلة كبرى عند الله تعالى : ولنقرأ هذه الآية من سورة طه :
__________________
(١) سورة الأحزاب : آية ٧ ، وانظر : تفسير القرطبي ص ٥٢٠٨ ـ ٥٢٠٩ ، تفسير النسفي ٣ / ٢٩٥ ، زاد المسير لابن الجوزي ٦ / ٣٥٤ ، وانظر : تفسير البيضاوي (١ / ١١٤) حيث يقول : خصهم الله بالذكر لأنهم مشاهير أرباب الشرائع ، وقدم نبينا عليه الصلاة والسلام تعظيما له وتكريما لشأنه ، وقال ابن كثير (مختصر التفسير ٣ / ٨٣) بدأ بالخاتم لشرفه صلىاللهعليهوسلم ، وبيانا لعظم مكانته ، ثم رتبهم حسب وجودهم في الزمان.
(٢) سورة الشورى : آية ١٣ ، وانظر : تفسير ابن كثير ٧ / ١٨٢ ـ ١٨٣ ، تفسير النسفي ٤ / ١٠٢ ، تفسير القرطبي ص ٥٨٢٩ ـ ٥٨٣٠ ، صفوة التفاسير ٣ /