الفصل الثّالث
موت موسى عليهالسلام
نجح موسى عليهالسلام ، كما رأينا من قبل ، في الخروج ببني إسرائيل من مصر ، وهناك في صحراوات سيناء المقفرة لقي النبي الكريم من قومه الأمرّين ، وينتهي الأمر بأن يكتب على الخارجين من مصر أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة ينجح بنو إسرائيل في أخرياتها في الوصول إلى تخوم كنعان ، وإن لم يكتب لهؤلاء أن يدخلوا الأرض المقدسة أبدا.
هذا وقد اختلفت المصادر الإسلامية في دخول موسى عليهالسلام أرض كنعان ، فذهب فريق من علماء السلف على رأسهم ابن إسحاق ، إلى أن موسى قد عاش حتى خرج من التيه ، وشهد دخول قومه أرض فلسطين ، وأنه كان معهم يوم فتح مدينة الجبارين (أريحا أو بيت المقدس) ، وكان على مقدمته يوشع بن نون ، كما كان معه كالب بن يفنة ، صهره على أخته مريم بنت عمران ، ويذهب ابن كثير إلى أن هذا خلاف ما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين ، ومما يدل على ذلك قول موسى عليهالسلام ، لما اختار الموت ، كما سيأتي ، «رب أدنني إلى الأرض المقدسة رمية حجر» ، ولو كان قد دخلها لم يسأل ذلك ، ولكن لما كان مع قومه في التيه وحانت وفاته عليهالسلام أحب أن يتقرب إلى الأرض التي هاجر إليها وحث قومه عليها ، ولكن حال بينهم وبينها القدر رمية حجر ، ولهذا قال سيد البشر ، ورسول