الفصل الأول
موسى بين الأصل الإسرائيلي والمصري
لا ريب في أن شراح التوراة ومفسري القرآن الكريم إنما يجمعون ، أو يكادون ، على أن كليم الله موسى عليهالسلام من بني إسرائيل ، وأنه «موسى بن عمران بن قاهت بن لاوى بن يعقوب ، وهو إسرائيل عليهالسلام ، وإن أضافت المصادر الإسلامية اسم «يصهر» بين عمران وقاهت ، وهو في التوراة «موسى بن عمر أم بن قهات بن لاوى» ، وأما أمه فهي «يوكابد بنت لاوى ، التي ولدت للاوى في مصر ، وهي عمة زوجها عمرام ، الذي ولدت له ولديه هارون وموسى وأختهما مريم (١).
ولعل من الجدير بالإشارة إلى أن الإمام الطبري ، وكذا ابن الأثير من بعده ، إنما يذهبان إلى أن اسم موسى ، إنما هو اسم مصري ، ويتكون في اللغة المصرية القديمة من كلمتين «ماء وشجر» لأنه التقط من بين الماء والشجر ، والماء في المصرية (القبطية كما يسمونها خطأ) «مو» ، والشجر «شا» أو «سا» ، هذا ويذهب الألوسي إلى أن اسم موسى اسم أعجمي لا ينصرف للعلمية والعجمة ، ويقال إنه مركب من «مو» وهو الماء ، و «شى»
__________________
(١) تاريخ ابن خلدون ٢ / ٩٢ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٣٣ ، تاريخ الطبري ١ / ٣٨٥ ، تفسير الطبري ١ / ٢٧٩ ، الكامل لابن الأثير ١ / ٩٥ ، مروج الذهب للمسعودي ١ / ٦١ ، التوراة : سفر الخروج ٦ / ٢٠ ، عدد ٢٦ / ٥٨ ـ ٥٩.