فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا» (١).
(٥) بنو إسرائيل على تخوم كنعان : ـ
ويبدأ موسى عليهالسلام يستعد لدخول أرض كنعان ، فيرسل رسلا من «قادش» (عند طرف برية صين غرب وادي العربة ، ويرجح أنها عين قضيرات على مقربة من عين قديس جنوبي بئر سبع بحوالي ٥٠ ميلا) إلى ملك أدوم (٢) ، قائلا : «دعنا نمر في أرضك ، لا نمر في حقل ولا في كرم ولا نشرب
__________________
ـ التماثيل الدينية المصرية ، فقد كان يحمل عصا سحرية عظيمة في صورة «ثعبان» تسكن فيها قوة «يهوه» ، كما كان ينصب ثعبانا من النحاس البراق ليشفي به الناس ، وكان هذا الثعبان أحد الثعابين المقدسة العديدة في مصر ، وقد بقيت صورة ذلك الإله المصري القديم عند العبرانيين إلى ما بعد استيطانهم فلسطين بزمن طويل واستمروا في إطلاق البخور له من مدة خمسة قرون بعد موسى ، ولم يبعد عن البيت المقدس إلا في حكم «حزقيا» (٧١٥ ـ ٦٨٧ ق. م) ملك يهوذا ، وأما الدكتور هانئ رزق فيرى الحدث رمزا لصلب المسيح ، فكما رفع موسى الحية لكي يحيا كل من ينظر إليها ، هكذا رفع يسوع المسيح على الصلب لكي يحيا كل من يؤمن به (عدد ٢١ / ٩ ، ملوك ثان ١٨ / ٤ ، هاني رزق : يسوع المسيح في ناسوته وألوهيته ص ١٥٢ ـ ١٥٣ وكذاJ.H.Breasted ,The Dawn of Conscience ,N.Y , ٣٥٤.p ، ١٩٣٩.
(١) عدد ٢١ / ٥ ـ ٩.
(٢) أدوم : نسبة إلى عيسو (العيص) بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، والشقيق التوأم ليعقوب ، ومن ثم فهم أقرب الناس إلى آل يعقوب ، دما ولغة ، ومع ذلك فكان بنو إسرائيل يعدون الآدوميين من ألد أعدائهم ، حتى أن المنازعات السياسية بينهم قد استمرت حتى انتهى الأمر بفناء الآدوميين وامتزاجهم باليهود من ناحية ، وبالأنباط من ناحية أخرى ، وأما موطن الآدوميين فكان في أقصى جنوب بلاد شرق الأردن وجنوب وادي الحسا ، وتطلق التوراة على هذا الإقليم اسم «سعير» وكانت عاصمتهم «سالع» وهي نفسها «البتراء» التي أصبحت عاصمة الأنباط فيما بعد ، وتقع على مبعدة ٥٠ ميلا جنوب البحر الميت ، ومن أهم مدنهم «بصرة» وهي بصيرة الحديثة على مبعدة ٢٠ ميلا جنوب شرق البحر الميت ، ثم «تيمان» على مقربة من البتراء ، ثم «عصيون جابر» وهي تل الخليفة على الطرف الشمالي لخليج العقبة بالقرب من «إيلات» ، وأما نظامهم السياسي فكانوا أولا يحكمون بأمراء أشبه برؤساء العشائر ، ثم كونوا مملكة ربما كان ملوكها منتخبين ، وقد جلس على عرشها ثمانية ملوك قبل قيام الملكية ـ