الثاني ، من الأسرة التاسعة عشرة (١٣٠٨ ـ ١١٨٤ ق. م) ، وكان عثوره عليها في «نبيشة» و «دفنة» غير بعيد من «بي رعمسيس» (قنيتر) عاصمة هؤلاء الفراعين في شرق الدلتا ، وقال «بتري» في ذلك : إن حرق اللبن قد ظل نادرا إلى عصر الرومان ، وهو قول لا يكاد يخالف قول المفسرين من بدء اتخاذ الآجر المحروق ، على عهد فرعون موسى ، وهو كذلك من قرائن القرآن الكريم التي نتخذها مطمئنين في تحديد عصر خروج بني إسرائيل من مصر ، وبأنه كان على أيام الأسرة التاسعة عشرة التي بدأت ، كما أثبتت الحفائر ، وألمع القرآن الكريم ، تصطنع في بنائها الآجر المحروق (١).
(٣) ألوهية الفرعون المزعومة : ـ
لعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا ، وقبل أن نترك موضوع موسى وفرعون ، أن نشير إلى «ألوهية الفرعون المزعومة» التي رأيناها موضوع جدل شديد بين النبي الكريم والملك الفرعون بل هي الصخرة التي تحطمت عليها ، فيما نعتقد ، كل أوجه التقارب بينهما ، ومما يزيد الأمر أهمية أننا لا نعرف في تاريخ النبوات ، دعوة يتعرض صاحبها لزعم كذوب ممن أرسل إليه ، على أنه إله للناس ، بل إن الفرعون إنما يهدد النبي الكريم نفسه (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) (٢) ، ثم يعلن للناس عامة (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) (٣) ، وعند ما يتقدم له موسى عليهالسلام بمعجزات تدل على صدق رسالته ، إذا به يرفض الدعوة كلها (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى فَحَشَرَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) (٤).
__________________
(١) أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ١٣٨ ، وكذاW.M.F.Petrie ,Nbesheh and. ٤٧ ، ١٩ ـ ١٨. Defeneh ,p
(٢) سورة الشعراء : آية ٢٩.
(٣) سورة القصص : آية ٣٨.
(٤) سورة النازعات : آية ٢٢ ـ ٢٤.