الفصل الأول
النّبوّة والأنبياء
١ ـ النبي والنبوة :
النبيّ : لغة قيل المنبأ المأخوذ من النبأ ، أي الخبر المفيد لماله شأن ، ويصح فيه معنى الفاعل والمفعول ، لأنه منبئ عن الله ومنبأ عنه ، وإن كان الإمام ابن تيمية يفضل أن يكون بمعنى مفعول ، فإنه إذا أنبأه الله ، فهو نبي الله (١) ، والنبي بالتشديد أكثر استعمالا ، أبدلت الهمزة فيه ياء ، لأنه من أنبأ عن الله فهو ينبئ عنه ، والاسم منه منبئ ، أو هو من النبوة ، وهي الرفعة والشرف (٢).
وتجمع كلمة «نبي» على «نبيين وأنبياء» (٣) ، وقد حكى سماعا عن العرب في جمع النبي «النبآء» ، وذلك من لغة الذين يهمزون «النبيء» ، ثم يجمعونه على «النبآء» ، ومن ذلك قول عباس بن مرداس في مدح النبي (صلىاللهعليهوسلم).
__________________
(١) ابن تيمية : النبوات ـ القاهرة ١٣٤٦ ه ص ١٦٦ ، وانظر : ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل ـ الجزء الخامس ، القاهرة ١٩٦٤ ص ٨٧.
(٢) محمد رشيد رضا : الوحي المحمدي ـ القاهرة ١٩٥٥ ص ٣٧ ، تفسير الطبري ٢ / ١٤٠ ـ ١٤١ ، محمود الشرقاوي : الأنبياء في القرآن الكريم ، القاهرة ١٩٧٠ ص ٩ ، معجم ياقوت الحموي ٥ / ٢٥٩ ـ ٣٦٠ (بيروت ١٩٥٧).
(٣) انظر : سورة البقرة : آية ٦١ ، آل عمران : آية ١١٢ ، تفسير الطبري ٢ / ١٣٩ ـ ١٤١ ، ٧ / ١١٦ ـ ١١٨ (دار المعارف).