به ، أو يقوم به غيرنا ، لا يعدو محاولات قد تخطئ وتصيب ، بل قد تخطئ كثيرا وتصيب قليلا.
(١) الرأي الأول : فرعون موسى هو أحمس الأول : ـ
يزعم اليهودي «يوسف بن متى» (٣٧ ـ ٩٨ أو ١٠٠ م) أن «مانيتو» المؤرخ المصري ، الذي كتب تاريخه حوالي عام ٢٨٠ قبل الميلاد ، إنما يرجع بالهكسوس (١) إلى أصول يهودية (٢) ، ومن ثم فالخروج ، في نظر المؤرخ اليهودي ، إنما هو طرد الهكسوس من مصر حوالي عام ١٥٧٥ ق. م ، بقيادة أحمس الأول (١٥٧٥ ـ ١٥٥٠ ق. م) ، وبالتالي فإن أحمس الأول هو فرعون موسى ، هذا وقد تابع يوسف اليهودي بعض المؤرخين ، ومنهم الدكتور هول والدكتور باهور لبيب.
ويذهب «هول» إلى توحيد «الخابير و» بالعابير و (العبرانيين) ، وأن الخابير وهم قبائل بدوية قدمت إلى الجنوب الشرقي لفلسطين ، فاكتسحت كنعان في الفترة ما بين عامي ١٣٩٠ ، ١٣٦٠ قبل الميلاد ، وأن رسائل العمارنة تظهر لنا كيف أشاعت هذه القبائل الذعر بين الكنعانيين ، ثم سيطرت على فلسطين بعد انسحاب السلطة المصرية منها على أيام «إخناتون» (١٣٦٧ ـ ١٣٥٠ ق. م) ، ومن ثم يجب أن يكون الخروج قبل أيام «أمنحتب الثالث» (١٤٠٥ ـ ١٣٦٧ ق. م) ، ثم يقترح أن تكون لحظة خروج بني إسرائيل من مصر ، هي لحظة قيام الأسرة الثامنة عشرة ، وأن مؤسس هذه الأسرة الملك «أحمس الأول» هو فرعون موسى الذي روت التوراة أنه «لم يكن يعرف يوسف» ، وبالتالي فإن التقرير التوراتي عن
__________________
(١) قدم المؤلف دراسة مفصلة عن عصر الهكسوس وطردهم من مصر (محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ـ دار المعارف ـ القاهرة ١٩٧٦ ص ١٠١ ـ ٢٢٣).
(٢)W. G. Weddel, Manetho, (The Loeb Classical Library) Cambridge, F
٧٧.p ، ١٩٤٠.