بين إخوته بالرسالة والنبوة أنه لم ينص على واحد من إخوته سواه ، فدل على ما ذكرناه (١).
(٢) يوسف وامرأة العزيز :
اشترى عزيز مصر يوسف من تجار الرقيق ، ثم ذهب به إلى بيته وقال لامرأته «اكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا (٢)» ، ذلك لأن الرجل إنما توسم في الصديق خيرا ، والخير يتوسم في الوجوه الصباح ، وخاصة حين تصاحبها السجايا الملاح ، فإذا هو يوصي به امرأته خيرا ، وهكذا بدأ الصديق مرحلة جديدة في حياته في قصر عزيز مصر الذي اشتراه ، وهو طبقا للرواية العربية ، الوزير بمصر ، وكان اسمه ، فيما يروى عن ابن عباس ، «قطفير» وكان على خزائن مصر ، وكان الملك يومئذ «الريان بن الوليد» رجل من العماليق ، واسم امرأته راعيل أو زليخا (٣).
على أن العجيب من الأمر أن تصف التوراة عزيز مصر بأنه «خصى فرعون رئيس الشرطة» (٤) ، ولست أدري كيف دار في خلد كاتب نص التوراة هذا ، بأن رئيس الشرطة المصري كان خصيا ، ومن عجب أن هذه الأكاذيب قد انتقلت إلى بعض كتب التفسير ، وإن رفضتها جمهرة المفسرين (٥) ، وكأن
__________________
(١) ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ١٩٨ ـ ١٩٩.
(٢) سورة يوسف : آية ٢١ : وروى ابن كثير في تفسيره عن عبد الله بن مسعود قال : أفرس الناس ثلاثة : عزيز مصر ، حين قال لامرأته «أكرمي مثواه» والمرأة التي قالت لأبيها عن موسى «يا أبت استأجره» ، وأبو بكر الصديق حين استخلف عمر بن الخطاب رضياللهعنهما (مختصر تفسير ابن كثير ٢ / ٢٤٥).
(٣) مختصر تفسير ابن كثير ٢ / ٢٤٤.
(٤) تكوين ٢٩ / ١.
(٥) تفسير الطبري ١٦ / ١٩ ، تفسير القرطبي ص ٣٣٨٩ ، تفسير أبي السعود ٤ / ٢٨٦ ، تفسير الخازن ٣ / ٢٩٣ ، وانظر : تفسير البيضاوي ١ / ٤٩١ ، تفسير المنار ١٢ / ٢٧٢ ، تفسير روح المعاني ١٢ / ٢٠٧ ، مؤتمر تفسير سورة يوسف ١ / ٤٣٤ ، ٥٠٣ ـ ٥٠٤ ، ١ / ٥٢٥ ـ ٥٢٦.