الفصل الأول
بنو إسرائيل في سيناء
(١) محاولة الردة الأولى وعبادة الأصنام : ـ
انتهت قصة بني إسرائيل مع مصر ، وفرعون مصر ، بعد انغلاق البحر وغرق فرعون وجنده ، ونجاة موسى وقومه ، فضلا عن الذين آمنوا معه من غيرهم ، بالله الواحد القهار ، وهنا تبدأ حلقة جديدة من حياة موسى مع بني إسرائيل ، بما فيها من كفر وغدر ، ولو كان موسى مجرد زعيم مخلص عرض حياته للخطر أكثر من مرة لإنقاذهم ، لكان له عليهم حق السمع والطاعة والإخلاص ، وإن كان موسى مجرد زعيم مخلص عرض حياته للخطر أكثر من مرة لإنقاذهم ، لكان له عليهم حق السمع والطاعة والإخلاص ، وامتثال أمره ، واتباع هداه ، ولكنه فوق ذلك رسول ونبي من الله تعالى ، مؤيد بالمعجزات الباهرة ، ومع ذلك فإن كليم الله عليهالسلام لم يجد منهم إلا العناء والتمرد ، فضلا عن الكفر والفسوق والعصيان.
وفي الواقع ، فإن التراث الديني اليهودي ليزخر بأدلة لا تقبل الشك على أن اليهود الذين رافقوا موسى عليهالسلام ، إلى سيناء لم يكونوا أكفاء لحمل عبء التوحيد وفلسفته التجريدية الروحية الرفيعة ، ولم يجدوا فيما تقدمه الديانة الجديدة ما يشبع حاجتهم إلى الاعتبارات المادية ، بل إنه لا يفهم من حادث واحد من حوادث الرحلة أن القوم كانوا يؤثرون الفرار حرصا