خروجين ، الواحد : عند نهاية حكم تحوتمس الثالث ، والآخر بعد أيام رعمسيس الثالث ، وإن كان من البدهي أن ذلك أمرا غير مقبول ، على أننا في نفس الوقت ، لا نستطيع القول أن هناك ما يمنع طوائف من بني إسرائيل من الخروج من مصر عن طريق الهجرة أو التسلل في أوقات الضعف والاضطرابات التي رأت مصر بعضا منها في تلك القرون الأربعة التي عاشها بنو إسرائيل في مصر ، فيما بين عهدي يوسف وموسى عليهماالسلام ، خاصة وأن بني إسرائيل إنما كانوا يكوّنون في مصر مجموعة من الرحل يقومون برعي أغنامهم في وادي طميلات بشرق الدلتا أو يستقرون على أطراف الإقليم الزراعي هناك في أغلب الأحايين.
(٧) صمت الآثار المصرية عن قصة بني إسرائيل : ـ
من الغريب أن الآثار المصرية تصمت تماما عن موضوع بني إسرائيل في مصر ، اللهم إلا تلك الجملة القصيرة التي جاءت في لوح إسرائيل من عهد مرنبتاح «وخربت إسرائيل وزالت بذرتها» ، ومن ثم فقد نظر بعض العلماء إلى القصة كلها بعين الحذر ، ويذهب «جاردنر» إلى أن قصة خروج بني إسرائيل من مصر يجب أن تبقى تفاصيلها ـ حتى تظهر في الأفق براهين جديدة تختلف في شكلها عن التي في متناول أيدينا الآن ـ وكأنها أسطورة ، مثلها في ذلك مثل قصة الخلق المذكورة في سفر التكوين من التوراة (١) ، وعلينا أن نسعى في تفسير هذه القصص على فرض أنها أساطير ، وإن رأى بعد ذلك أنه بعيد عن القول أن كل قصة الخروج خرافية ، إذا أنها تعكس في مجموعها حادثة تاريخية معينة هي طرد الهكسوس من مصر (٢).
__________________
(١) أنظر : تكوين ١ / ١ ـ ٣١ ، ٢ / ١ ـ ٢٥ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ـ الجزء الثالث ـ الإسكندرية ١٩٧٩ ص ٣٣٦ ـ ٣٤٠.
(٢) ٨٨.p ، ١٩٢٤ ، ١٠. A.H.Gardiner ,The Geography of Exodus ,in JEA ,