افتراضات ، وأحيانا تخيلات ، تتعارض مع الحقائق الدينية والتاريخية ، ومن ثم فالإيمان بها إنما يتعارض مع إيماننا بما جاء في القرآن الكريم بشأن قصة موسى عليهالسلام ، وهذا ما نبرأ إلى الله منه.
(٤) رعمسيس الثاني : هو فرعون موسى : ـ
يذهب أصحاب هذا الرأي إلى أن فرعون موسى الذي حدث الخروج في عهده ، إنما هو رعمسيس الثاني (١٢٩٠ ـ ١٢٢٤ ق. م) ، ولعل من أشهر المنادين بهذا الرأي ، أو لبرايت وإيسفلت وروكس وأونجر (١) ، معتمدين في ذلك على أن رعمسيس الثاني إنما وجد جالية من العبرانيين كبيرة ، سخرها فيما اختط له وزراؤه ومهندسوه من العمائر والمنشآت ، وكان على أي حال ، فيما أثبتت وثائق التاريخ يسخر الأسرى ومن حكمهم في إقامة ما يريد ، فلقد حفظ لنا من النصوص عند «معبد السبوع» بالنوبة ، ما يتحدث فيه ، «ستاو» نائب الملك بالنوبة ، عما كان من استخدامه أسرى من قبائل «التمحو» (٢) غربي مصر في بناء هذا المعبد (٣) ، وعند معبديه في أبو سنبل ، ما يتحدث فيه «رعمسيس عشاحب» عن مليكه من أنه أتى بأفواج العمال من أسرى سيفه من كل البلاد ، وأنه ملأ بيوت الأرباب بأبناء «رتنو» (٤) الأسيويين.
ومن ثم فقد بدأ فريق من المؤرخين يربطون بين الجهود التي بذلت في إنشاء مدينة «بي رعمسيس» (قنتير) وبين ما روته التوراة في قصة الخروج
__________________
(١) ١٩٤.p ، ١٩٥٧ W. F. Albright, From the Stone Age to Christianty, N. Y, F وكذا
O. Eiasfeldt, The Exodus and Wanderings, in CAH, II, Part, ٣٢٣ ـ ٣١٩.p ، ١٩٧٥ ، ٢ وكذاG Roux ,op ـ cit ,P. ٢٤٢ وكذاM.F.Unger ,op ـ cit ,P. ٣٣١
(٢) أنظر عن التحو (محمد بيومي مهران : مصر والعالم الخارجي في عصر رعمسيس الثالث ص ١٤٥ ـ ١٥٣).
(٣) أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ٨٥.
(٤) ٤٩٨ J.H.Breasted ,ARE ,No ..