تعتمد عليه ، غير اعتمادها إلى افتراضات فرويد ، هذا فضلا عن معارضتها لكل ما جاء في التوراة والقرآن العظيم بشأن قصة خروج بني إسرائيل من مصر ، مثل محاجة موسى فرعون وتقديم المعجزات الباهرة (١) ، وتنكيل الله تعالى بفرعون وقومه (٢) ، فضلا عن الجدل الذي طال واستطال حول ألوهية الفرعون المزعومة (٣) ، ومحاولة فرعون قتل موسى (٤) ، وخروج بني إسرائيل من مصر ليلا (٥) ، وأن فرعون قد تبعهم ولكن الله فرق لهم البحر ، فاتخذوا لهم فيه سبيلا إلى النجاة ، بينما هلك فرعون وجنده غرقا في البحر (٦) ، وأن موسى تلقى رسالة ربه على طور سيناء (٧) ، وغير ذلك من أحداث فصلناها من قبل في قصة موسى عليهالسلام ، تجاهلها فرويد في نظريته هذه ، وارتضى أن الخروج تم بسهولة لمكانة موسى في مصر ، سواء أكانت هذه المكانة دينية أو سياسية أو عسكرية ، وأن التفاصيل التي ذكرتها التوراة عن موسى والخروج ، ليست أكثر من أسطورة دينية تسجل تراثا انحدر من زمن سحيق على نحو يخدم ميولها (٨).
وانطلاقا من كل هذا ، فإننا نرفض رأي فرويد هذا ، لأنه مبني على
__________________
(١) أنظر : سورة الأعراف : آية ١٠٣ ـ ١٢٦ ، طه : آية ١٧ ـ ٢٤ ، ٤٢ ـ ٧٦ ، الشعراء : آية ١٠ ـ ٥١ ، النمل : آية ٨ ـ ١٤ ، القصص : آية ٢٩ ـ ٤٢.
(٢) سورة الأعراف : آية ١٣٠ ـ ٣٦ ، خروج ٧ / ١٩ ـ ٢٤ ، ٨ / ١١ ـ ٣٢ ، ٩ / ١ ـ ٣٥ ، ١٠ / ١ ـ ٢٩.
(٣) سورة الشعراء : آية ٢٩ ، القصص : آية ٣٨ ، النازعات : آية ٢٢ ـ ٢٦ ، ثم قارن : سورة المؤمنون : آية ٤٥ ـ ٤٩.
(٤) سورة غافر : آية ٢٦ ـ ٢٨.
(٥) سورة طه : آية ٧٧ ، الشعراء آية ٥٢ ، الدخان : آية ٢٣ ـ ٢٤.
(٦) سورة البقرة : آية ٥٠ ، يونس : آية ٩٠ ـ ٩٢ ، طه : آية ٧٧ ـ ٩٩ ، الشعراء : آية ٥٢ ـ ٦٨ ، القصص : آية ٤٠ ، الدخان : آية ٢٣ ـ ٢٤ ، الذاريات : آية ٤٠ ، خروج ١٤ / ٥ ـ ٣١.
(٧) سورة طه : آية ٩ ـ ١٦ ، القصص : آية ٢٩ ـ ٣٥ ، خروج ٣ / ١ ـ ١٨.
(٨) ٣٨ S.Freud ,op ـ cit ,P ..