العالمين ، فغضب المسلم على اليهودي فلطمه ، فأتى اليهودي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسأله فأخبره ، فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاعترف بذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا تخيروني على موسى ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة ، فأكون أول من يفيق ، فإذا بموسى ممسك بجانب العرش ، فلا أدري أكان ممن صعق فأفاق قبلي أم كان ممن استثنى الله عزوجل».
ويقول ابن كثير : والكلام في قوله صلىاللهعليهوسلم : «لا تخيروني على موسى» كالكلام على قوله صلىاللهعليهوسلم : لا تفضلوني على الأنبياء ، ولا على يونس بن متى» ، قيل من باب التواضع ، وإلا فهو صلىاللهعليهوسلم خاتم الأنبياء ، وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة قطعا جزما لا يحتمل النقيض ، كما أختصه الله تعالى بالمقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون الذي تحيد عنه الأنبياء والمرسلون ، حتى أولو العزم الأكملون ، كما ظهر شرفه صلىاللهعليهوسلم ليلة الإسراء على جميع المرسلين والأنبياء ، وكما ثبت أنه صلىاللهعليهوسلم قال : سأقوم مقاما يرغب إلى الخلق حتى إبراهيم».
والذي يؤمن المسلمون بأنه أفضل الرسل إطلاقا ، بعد سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم ، وليس أدل على هذه الأفضلية من أن المسلمين يصلون على إبراهيم وماله ويباركونهم ، كما يصلون على نبيهم محمد وآله ويباركونهم ، ثم يأتي بعد ذلك ، كما يقول ابن كثير في التفسير ، موسى بن عمران كليم الرحمن (١).
(٢) مكانة موسى في التاريخ اليهودي : ـ
وأما مكانة موسى ، عليهالسلام ، في التاريخ اليهودي ، فهي مكانة لا يسمو إليها واحد من معاصريه ، أو من اللاحقين به من بني قومه ، ولهذا فهو
__________________
(١) ابن كثير : مختصر التفسير ١ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ، ٢ / ٤٨ ـ ٥٠ ، البداية والنهاية ١ / ٢٨٣ ـ ٢٨٥ ، ٣١٢ ـ ٣١٥ ، محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٥٢ ـ ٥٣ ، صحيح البخاري ، صحيح مسلم.