الفصل الثّاني
معجزة انفلاق البحر
علم فرعون أن بني إسرائيل قد فروا بليل ، وأنهم قد أخذوا معهم (١) ما
__________________
(١) جاء في التوراة في ختام قصة يوسف عليهالسلام أنه أوصى عند موته أن يحمل بنو إسرائيل عظامه معهم حين يخرجهم الرب من مصر إلى الأرض التي وعدهم بها (تكوين ٥٠ / ٢٤ ـ ٢٦) وأخرج أبو يعلي والحاكم بسنده عن سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ، فقال أصحابه يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل ، قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلوا الطريق ، فقال ما هذا؟ فقال علماؤهم نحن نحدثك ، إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا ، قال : فمن علم موضع قبره ، قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل فبعثنا إليها فأتته ، فقال : دلوني على قبر يوسف ، قالت : ، والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي ، قال : وما حكمك ، قالت : أكون معك في الجنة ، فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله إليه أعطيها حكمها ، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء ، فقالت : انضبوا هذا الماء فأنضبوا ، قالت : احفروا واستخرجوا يوسف ، فلما أقلوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار» (محمد ناصر الدين الألباني : سلسلة الأحاديث الصحيحة بيروت ١٤٠٣ ه ، حديث رقم ٣١٣). وتذهب رواية إسلامية عن عروة بن الزبير عن أبيه أن الله حين أمر موسى بالمسير ببني إسرائيل أمره أن يحتمل يوسف معه حتى يضعه في الأرض المقدسة ، فسأل موسى عمن يعرف موضع قبره ، فما وجد ، إلا عجوزا من بني إسرائيل فقالت : يا بني الله : أنا أعرف مكانه ، إن أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر دللتك عليه ، (وأضافت رواية الخازن : ألا ينزل موسى غرفة من غرف الجنة إلا نزلتها معك ، فأجابها إلى ذلك ، بعد أن سأل ربه ، فقالت : هو في (النيل في جوف الماء) فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء ، فاستخرجه موسى صندوقا من مرمر ، فاحتمله معه ، قال عروة : فمن ذلك تحمل اليهود موتاها ـ