سويعات قصار ، ومن ثم فإن علماء اللاهوت والمؤرخين سواء بسواء ، أصبحوا الآن لا يعلقون على هذه الأرقام التي ذكرتها التوراة أية أهمية ، ويعتبرونها محض خيال إسرائيلي (١)
وعلى أية حال ، فإن التوراة تروي أن الرب كان يعلم ما في الإسرائيليين «من صغر النفس ومن العبودية القاسية» ، وأنهم لم يصبحوا بعد أكفاء لدفع ثمن الحرية ، أو حتى جادين في الخروج من مصر ، حرصا منهم على حياة ، وتقاعسا عن جهاد ، وخوفا من موت ، ومن ثم فإنه لم يهدهم إلى أقرب الطرق إلى كنعان ، مع أنها قريبة ، «لئلا يندم الشعب إذا رأوا حربا ويرجعوا إلى مصر ، فأدار الله الشعب في طريق بحر سوف (٢)» ، وربما كان السبب أن لا يمروا بجوار الحصون المصرية التي كانت تحمي البلاد من غارات البدو ، وبخاصة عند «ثارو» (وهي تل أبو صيفة الحالي في مجاورات القنطرة شرق) وقد علمنا من نص موظف الحدود ، ويرجع إلى العام الثامن من عهد مرنبتاح ، كيف كانت سلطات الأمن تسيطر سيطرة كاملة على حركات الناس والبدو في تلك البقاع من تخوم مصر الشرقية (٣).
وهكذا ارتحل بنو إسرائيل من سكوت ، ونزلوا في «إيثام» في طريق البرية ، ثم كلم الرب موسى قائلا «كلم بني إسرائيل أن يرجعوا ، وينزلوا أمام فم الحيروث ، بين مجدل والبحر ، أمام بعل صفون ، مقابله تنزلون عند البحر (٤)».
__________________
(١) عصام الدين حفني ناصف : المرجع السابق ص ٣٥ ، أحمد عبد الحميد يوسف : المرجع السابق ص ٧٣ ، وكذا ٣٥٨.p ، ١٩٣١.S.A.Cook ,The Rise of Israel ,in CAH ,II ,
(٢) خروج ١٣ / ١٧ ـ ١٨.
(٣) أنظر : محمد بيومي مهران : إسرائيل ١ / ٤١٥ ـ ٤١٦ ، وكذاA.H.Gardiner ,Egyptian J
Grammar وكذا ٢٥٩ ـ ٢٥٨ J.Wilson ,ANET ,P وكذا.H.Breasted ,ARE
٧٧ ـ ٧٦.p ، ١٩٦٦
٦٣٨ ـ ٦٣٦. III ,No
(٤) خروج ١٣ / ٢٠ ، ١٤ / ١ ـ ٢.