رزبتري» إلى القول بأن الألف إنما تعني الأسرة والجماعة أو العشيرة أو الخيمة ، وعلى ذلك فإن ٤٠٠ و ٥٤ مثلا ، لا تعني إن هناك ٥٤٤٠٠ شخصا ، وإنما تعني (٥٤) عشيرة ، عدتها (٤٠٠) فردا ، ثم يفترض «بتري» بعد ذلك أن الخيمة الواحدة كانت تضم في المتوسط تسعة أفراد ، هم الجدين والوالدين وثلاثة أطفال ، فضلا عن اثنين من الرعاة أو التابعين من الجمهور المختلط الذي صعد معهم ، وهذا على اختلاف بين القبائل ، فالقبيلة الفقيرة كانت تضم خيامها خمسة أفراد وثلاثة أطفال ، بينما تضم القبيلة الغنية أطفالا أكثر ، ثم يقترح «بتري» بعد ذلك أن المجموع الكلي كان ٥٥٥٠ (خمسة آلاف وخمسمائة وخمسون شخصا) وبهذا يمكن لموسى عليهالسلام أن يحكم في كل الخصومات التي تنشب بين حوالي ستمائة خيمة أو مجموعة ، لأن الفصل بين ستمائة ألف رجل جد محال (١).
هذا فضلا عن أن هناك قابلتين ، هما شفرة وفوعة (٢) ، كانتا تقومان بمساعدة نساء بني إسرائيل في مصر أثناء الوضع ، وربما كان مقر الواحدة منهما في مدينة «بي رعمسيس» ، والأخرى «فيثوم» (بر أتوم) ، وهو أمر مقبول بالنسبة لمجموعة تعدادها ستة آلاف ، ومواليدها بمعدل مولود كل أسبوع (٣) ، أضف إلى ذلك أننا لو أخذنا الرقم الأكبر ، وهو ستمائة ألف ، فهذا يعني ١٤٠ مولودا في كل يوم ، وهو أمر جد محال بالنسبة لأية قابلة (٤) ، هذا فضلا عن أننا لو قسمنا عدد الجماعة على الأبكار لخلصنا إلى أن المرأة الإسرائيلية كانت تلد زهاء ٦٥ وليدا ، وهذا أمر لا يستقيم مع المنطق ، فضلا عما تعرضوا له من ذل وعسف تحت رؤساء التسخير ، ولا مع ما روى من عبورهم البحر في
__________________
(١) ٤٤ ـ ٤٢.p ، ١٩٢٥. W.M.F.Petric ,Egypt and Israel ,London ,
(٢) خروج ١ / ١٥.
(٣) ٤٦ ـ ٤٤.W.M.F.Petrie ,op ـ cit ,p.
(٤) نجيب ميخائيل : مصر والشرق الأدنى القديم ٣ / ٣٨٨.