الخروج إنما هو ترجمة عبرية لطرد الهكسوس من مصر (١).
ولعل مما يعضد نظرية «هول» ما يؤكده «إرنست سيللين» ، طبقا لبقايا فخارية عثر عليها في موقع أريحا ، من أن المدينة قد دمرت حوالي عام ١٥٠٠ ق. م ، أو حتى بعد فترة وجيزة من عام ١٦٠٠ ق. م ، فيما يرى «كارل فتزينجر» ، وهو مكتشف آخر موقع أريحا ، ولكن «سيللين» يرفض أن يكون الإسرائيليون هم الذين دمروا أريحا (٢) ، كما أن «روبنسون» يرى أنه ليس من الميسور أن نضع رواية التوراة في هذا الإطار (٣).
وأما الدكتور «باهور لبيب» فيذهب إلى أن الأبحاث الحديثة قد أسفرت عن أن الهكسوس من أصل سامي وموطنهم فلسطين ، وأنهم من طائفة اليهود الذين جاء ذكرهم في التوراة والقرآن الكريم (٤) ، اعتمادا على أن «مانيتو» رأى أنهم قوم شرقيون أتوا إلى مصر من الشرق ، وأنهم من بني إسرائيل ، وأن أسماءهم من أصل سامي ، وأن لهم علاقة بفلسطين ، حيث يقطن اليهود ، وأن أغلب أسمائهم التي عثر عليها بمصر من أصل سامي كنعاني ، مما يدل على أنهم كانوا من أصل يمت بصلة كبيرة إلى العبرانيين ، وأن هناك آلهة سامية كانت تعبد أصلا في فلسطين ، وقد ظهرت في مصر على أثر غزو الهكسوس لها ، فلو لم يكن الهكسوس ساميين لما نقلوا معهم آلهتهم السامية إلى مصر ، كما أن استخدام الجواد والعربة في مصر إنما يرجع إلى عهد الهكسوس ، هذا وقد أظهرت الحفريات في فلسطين عدة مقابر ترجع إلى أيام الهكسوس ومؤرخة بأسماء ملوكهم ، وهذا دليل مادي على وجود صلة
__________________
(١). H. R. Hall, The Ancient History of The Near East, London,
٤٠٩ ـ ٤٠٦. ، ١٩٦٣.
(٢) أنظر : ١٩١٣ Ernst Sellin and Carl Watzinger, Jericho, London, وكذا
١٨٢.A.Lods ,op ـ cit ,P.
(٣) ٢٩.H.W.Robinson ,The History of Israel ,P ..
(٤) F ٨.p ، ١٩٣٤ .. Pahour Labib, Die Herschaft der Hyksos in Aegypten,