بين الهكسوس واليهود في فلسطين ، كما أن العبرانيين كانوا يعبدون الحمار ، فإذا أمكن هذه هي كل حجج الباحثين الذين رأوا في اليهود دليلا على أنهم من أصل سامي (١).
هذه هي كل حجج الباحثين الذين رأوا في اليهود هكسوسا ، أو في الهكسوس يهودا ، ولعل من الأفضل قبل مناقشتنا لهذا الإتجاه ، الإشارة إلى أننا لا نطمئن تماما إلى رواية المؤرخ اليهودي «يوسف بن متى» ومن دعوا بدعوته ، من أنهم ينقلون عن «مانيتو» ، ما دمنا لا نملك النص الكامل لكتاب «مانيتو» ، والذي فقد في حريق الإسكندرية عام ٤٨ ق. م ، وقد وصلت إلينا منه مقتطفات مختصرة أحيانا ، ومبتورة أحيانا أخرى ، وما دمنا ، في نفس الوقت ، لا نملك من الأدلة التاريخية ما يقوم دليلا على صحة ما نقله «يوسف اليهودي» وغيره ، عن «مانيتو» ، بل إن رواية يوسف اليهودي نفسه ، والتي يزعم أنه نقلها عن مانيتو ، من أن اليهود هم الهكسوس ، تناقضها روايته التي أشرنا إليها من قبل ، من أن سبب خروج بني إسرائيل من مصر ، إنما كان رغبة المصريين في اتقاء وباء تفشى بين اليهود.
هذا فضلا عن أن يوسف اليهودي لم يقبل تفسير مانيتو لكلمة الهكسوس من أنها تعني «الملوك الرعاة» على أساس أن «هك» تعني في اللغة المقدسة «ملك» ، وأن «سوس» تعني في اللغة الدارجة «راعي» ، فيتابع هذا الاشتقاق باشتقاق آخر لاسم الهكسوس من مصدر آخر ، بمعنى «الأسرى الرعاة» لأن كلمة «هك» تعني «أسير» ، وهو يفضل هذا الاشتقاق ، لأنه يعتقد أن قصة التوراة عن دخول الإسرائيليين مصر ، ثم الخروج بعد ذلك ، لهما أصول في احتلال الهكسوس ثم طردهما فيما بعد ، والواقع ،
__________________
(١) باهور لبيب : لمحات من الدراسات المصرية القديمة ـ القاهرة ١٩٤٧ ص ٤١ ـ ٤٥ ، وكذاP.Labib
٢٥ ,op ـ cit ,P ..