فيما يرى «سير ألن جاردنر» ، العالم الحجة في اللغة المصرية القديمة ، أنه على الرغم من وجود أسس لغوية للاشتقاق ، فإنه قد جانبه الصواب ، وأن كلمة «هكسوس» مشتقة من غير شك من اصطلاح «حقاخست» ، أي «رئيس البلد الأجنبية الجبلية» التي كانت تعني منذ عهد الدولة الوسطى «مشايخ البدو» (١).
وأما أن قصة دخول بني إسرائيل مصر ، ثم الخروج منها ، لها صلة بدخول الهكسوس مصر ، ثم الخروج منها ، كما روج ذلك يوسف اليهودي ، فقد كان يوسف هذا يهدف منها إلى رفع شأن قومه اليهود ، الذين كان يحتقرهم الإغريق ويحطون من قدرهم ، وليبرهن للملإ أن اليهود والهكسوس من عنصر واحد ، وأنهم قد خرجوا من مصر حوالي ألف عام قبل حرب طروادة ، التي يراها الإغريق تاريخا سحيقا من القدم ، غير أن كثيرا من المؤرخين ينكرون الصلة بين اليهود والهكسوس ، فيذهب «جاردنر» إلى أنه ليست هناك صلة بين الاثنين ، بدليل أن الهكسوس لم يتركوا أي أثر في قصص العبرانيين ، كما روتها التوراة ، كما أن مجيء يوسف عليهالسلام إلى مصر ، إنما قد حدث ، كما أثبتنا من قبل ، على أيام حكم الهكسوس لمصر ، هذا فضلا عن أن أحداث الملوك الرعاة (الهكسوس) لم تصور أبدا في قصة خروج بني إسرائيل من مصر ، بل إن مدينة «بي رعمسيس» التي أنشأها رعمسيس الثاني (١٢٩٠ ـ ١٢٢٤ ق. م) ، بعد طرد الهكسوس ، بحوالي ثلاثة قرون ، إنما تدخل في قصة بني إسرائيل في مصر وخروجهم منها ، فهي المدينة التي سخر بنو إسرائيل في بنائها ، كما أنها كانت بداية مسيرة الخروج من مصر (٢) ، ومن ثم فليس من المستحيل أن تكون اقتباسات يوسف اليهودي
__________________
(١) ١٥٤.p ، ١٩٦٤.A.H.Gardiner ,Egypt of the Pharaohs ,Oxford ,
(٢) خروج ١ / ١١ ، ١٢ / ٣٧.