من مانيتو ، إنما توحي بأحداث وقعت فيما بعد ، في أوائل عهد الأسرة التاسعة عشرة ، وأنها قد اختلطت بذكر حوادث الهكسوس ، وهناك ما يشير إلى مثل هذه العلاقات الموجودة في أغلب الأحيان بين مصر وأولئك البدو الذين يعيشون على تخومها ، جاء ذكرها في «بردية أنسطاسى ، السادسة» ، ولكن ليس هناك ما يشير إلى حدوث مأساة كالتي مثلت في التوراة ، كما جاءت في سفر الخروج (١).
وأما ما ذهب إليه «هول» فيناقضه أنه يتعارض تماما مع ما جاء في التوراة والقرآن العظيم بشأن دخول وخروج بني إسرائيل من مصر (٢) ، كما أن حملات تحوتمس الثالث (١٤٩٠ ـ ١٤٣٦ ق. م) المظفرة ، تكون طبقا لهذا ، قد حدثت بعد استقرار بني إسرائيل نهائيا في فلسطين ، وهنا فمن الصعب أن نجد تفسيرا لصمت التقاليد الإسرائيلية فيما يختص بالنزاع الذي لا يمكن تجنبه مع الفاتحين المصريين ، وخاصة فيما يتعلق بإدارة البلاد بموظفين مصريين ، فضلا عن وجود الحاميات المصرية في فلسطين ، تلك الحقيقة التاريخية التي كانت أهميتها تظهر أكثر فأكثر (٣) ، هذا فضلا عن أن التوراة تجعل إقامة بني إسرائيل في مصر ٤٣٠ سنة (٤) ، بينما يتفق العلماء الآن على أن مدة حكم الهكسوس في مصر لا تتجاوز القرن ونصف القرن (١٧٢٥ ـ ١٥٧٥ ق. م) (٥) ، أضف إلى ذلك أن التوراة والإنجيل والقرآن
__________________
(١) A. H. Gardiner, The Geography of The Exoudus, in JEA,
٨٨ ـ ٨٧ ، ١٩٢٤ ، ١٠.
(٢) أنظر : سورة يوسف : آية ٨ ـ ٢٢ ، ٥٧ ـ ١٠٠ ، سفر التكوين : الاصحاحات ٣٧ ـ ٤٧ ، خروج : اصحاحات ١٢ ـ ١٤.
(٣) ١٨٣ ـ ١٨٢.A.Lods ,op ـ cit ,P.
(٤) خروج ١٢ / ٤٠ ـ ٤١.
(٥) انظر : عن عصر الهكسوس في مصر (محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ص ١٣٧ ـ ١٣٨ ، ٢١١).