الله! أهل الوبر والمدر سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم «فلو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر».
على أن هناك فريقا آخر ، على رأسهم ابن عباس ، وكذا قتادة والسدى وعكرمة ، إنما يذهب إلى أن موسى وهارون ، عليهماالسلام ، توفيا في التيه ، وكذا توفي كل من أبي المسير إلى كنعان مع موسى ، حين أمرهم الله تعالى بقتال من فيها من الجبارين ، وهكذا تذهب المصادر الإسلامية ، وكذا التوراة (١) ، إلى أن جميع بني إسرائيل الذين خرجوا من مصر قد ماتوا في البرية ، ولم يروا أرض الميعاد ، ما عدا يوشع بن نون وكالب بن يفنه ، ومن لم يتجاوز العشرين من أعمارهم ، وأن موسى عليهالسلام قد عهد إلى يوشع بن نون بأن يدخل ببني إسرائيل الأرض المقدسة من بعده ، أو أن يوشع قد بعث نبيا من بعد موسى ، وأنه هزم الجبارين ودخل مدينتهم (٢).
هذا وقد روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن أبي هريرة قال : أرسل ملك الموت إلى موسى عليهالسلام فلما جاءه صكه ، فرجع إلى ربه عزوجل فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال : ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعره سنة ، قال : أي رب ثم ما ذا ، قال ثم الموت ، قال فالآن قال : فسأل الله عزوجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر ، قال أبو هريرة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر» ، وفي رواية في
__________________
(١) عدد ١٤ / ٢٢ ـ ٣٨ ، ٣٣ / ٣٨ ـ ٣٩.
(٢) تفسير الطبري ١٠ / ١٩٠ ـ ٢٠٠ ، تاريخ الطبري ١ / ٤٣٥ ـ ٤٤٢ ، تفسير روح المعاني ٦ / ١٠٩ ، تفسير الطبرسي ٦ / ٧٠ ـ ٧١ ، تفسير الكشاف ١ / ٦٢٢ ـ ٦٢٣ ، تفسير النسفي ١ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ، تفسير الخازن ٢ / ٣٤ ـ ٣٦ ، ابن كثير : التفسير ٢ / ٧٤ ـ ٧٥ ، البداية والنهاية ١ / ٣١٦ ـ ٣٢٥ ، تفسير البغوي ٢ / ٣٦ ـ ٧ ، تاريخ ابن خلدون ٢ / ٩٨ ـ ٩٩ ، تاريخ اليعقوبي ١ / ٤٥ ـ ٤٦ ، مروج الذهب للمسعودي ١ / ٦٢ ـ ٦٣ ، الكامل لابن الأثير ١ / ١١١ ـ ١١٥.