تفسير البغوي : «والله لو كنت عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر» ، وروى الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لما أسرى به ، مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر» ، وفي رواية قال صلىاللهعليهوسلم : «مررت على موسى ليلة أسرى بي عن الكثيب الأحمر ، وهو قائم يصلي في قبره» (رواه مسلم والنسائي وأحمد).
وروى الإمام أحمد وابن جرير بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه ، قال فرجع فقال : يا رب إن عبدك موسى فقأ عيني ، ولو لا كرامته عليك لشققت عليه ، فقال : ائت عبدي موسى فقل له : فليضع يده على متن ثور ، فله بكل شعرة وارت يده سنة ، وخيّره بين ذلك وبين أن يموت الآن ، قال فأتاه فخيّره ، فقال له موسى : فما بعد ذلك؟ قال الموت ، قال : فالآن إذا ، قال : فشمه شمه قبض روحه ، قال : فجاء بعد ذلك إلى الناس خفية» (١).
هذا وتقول التوراة في التثنية (٣ ـ ٢٩) وقال الرب لموسى : «اصعد إلى رأس الفسجة وارفع عينيك إلى الغرب والشمال والجنوب والشرق وانظر بعينيك لكي لا تعبر هذا الأردن ، وأما يشوع فأوصه وشدّده وشجعه لأنه هو يعبر أمام هذا الشعب وهو يقسم لهم الأرض التي تراها ، فمكثنا في الجواء مقابل بيت فغور» ، ثم تقول في أخر سفر التثنية نفسه (٣٤ ـ ٨) «وصعد موسى من عربات مؤاب إلى جبل نبو إلى رأس الفسجة الذي في قبالة أريحا ، فأراه الله الأرض من جلعاد إلى دان ، وجميع نفتالي وأرض أفرايم ومنسي وجميع أرض يهوذا إلى البحر الغربي والجنوب والدائرة بقعة أريحا أرض النخل إلى صوغر ، وقال له الرب : هذه هي الأرض التي
__________________
(١) تاريخ الطبري ١ / ٤٣٤ ، ابن كثير : البداية والنهاية ١ / ٣١٩.