أقسمت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب قائلا لنسلك أعطيها ، قد أريتك إياها بعينيك ولكنك إلى هناك لا تعبر ، فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب حسب قول الرب ، ودفنه في الجواء في أرض مؤاب مقابل بيت فغور ، ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم (١) ، وكان موسى ابن مائة وعشرين سنة حين مات ، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته ، فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات مؤاب ثلاثين يوما ، فكملت أيام بكاء مناحة موسى».
وهكذا يذهب المؤرخون المحدثون إلى أنه من هناك من رأس الفسجة ، التي يفترض أنها جزء من جبل «نبو» (٢) ، وطبقا لرواية التوراة ، ينظر موسى إلى أرض الميعاد ، ثم يموت ويدفن في أرض «مؤاب» ، ومن المحتمل أن جبل «نبو» إنما هو جبل «نبا» الحالي ، على مبعدة ثمانية أميال إلى الشرق من نهر الأردن ، وأما «الفسجة» فربما كانت القمة الغربية والسفلى لنفس الجبل ، ويقودنا الطريق المنحدر من الجبل إلى «عيون موسى» ، التي تشرف على خرائب قلعة «خربة عين موسى» (٣) ، وهناك كذلك خرائب بعيدة عنها ، وتعرف بـ «خربة المخيط» ، التي يمكن أن توجد بمدينة «نبو» ، على مبعدة خمسة أميال إلى الجنوب الشرقي من «حسبان» ، بينما على الجبل نفسه بقايا كنيسة بيزنطية (٤).
ومن الغريب المؤلم ، أننا نقرأ في التوراة (٥) ، أن موت موسى وهارون إنما كان بسبب خيانتهما للرب «عند ماء مريبة قادش في برية صين» إذا لم
__________________
(١) روى أن الإمام مالك قال : إنه لا يعرف قبر نبي اليوم على وجه الأرض ، غير قبر محمد صلىاللهعليهوسلم ومن كان قبر محمد صلىاللهعليهوسلم عندهم ، فينبغي أن يعرف فضلهم على غيرهم».
(٢) ١٩٤١ S. J. Saller, The Memorial of Moses on Mount Nebo, ٢ Vois, London,
(٣)١٤٣.p ، ١٩٤٥. N, Glueck, The other Side of the Jordan, New Haven ,
(٤) قاموس الكتاب المقدس ٢ / ٩٥٣ ـ ٢٩٥٤ ، وكذا ،١٥٥ J ,Finegan ,op ـ cit.P ..
(٥) تثنية ٣٢ : ٤٨ ـ ٥٠.