الحديثة ، فقد عرفت مصر القديمة هذه البحيرة باسم «يم سوف» (١) وليس هناك من ريب في أن النصوص المصرية مليئة بالإشارات إلى مستنقعات القصب في مجاورات «صوعن» (تانيس) أو مستنقعات البردي في شرق الدلتا ، وهكذا يتضح لنا أن المعنى من كلمة «سوف» التي جاءت في الأصل العربي ، وترجمت في التوراة إلى «بحر سوف» فإن معناها العبري هو «بحر القصب» ، والذي ترجم خطأ إلى «البحر الأحمر» ، وهو لا يعني شيئا سوى «بحيرة المنزلة» إن لم يكن جزء منها ، بخاصة وأن مدينة «بي رعمسيس» هي «قنتير» الحالية ، وليست «تانيس» ، كما يعتقد بعض الأثريين من قبل (٢).
هذا فضلا عن أن «اليم» في اللغة العربية «البحر أو النهر» ، وهو كذلك في اللغة المصرية القديمة ، إذ «اليم» لفظة سامية عرفت في اللغة المصرية القديمة منذ الأسرة الثامنة عشرة ، حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد ، وكان المصريون يطلقون على البحر والنهر ، وما اتسع من لج الماء لفظة «أليم» ، ومنه جاء اسم منخفض الفيوم بعد إضافة «فاء التعريف» في المصرية إليه (وكانت في الدولة القديمة تدعى تاحنت إن مرور) ، على أن الذي يستوقف النظر هنا أن اللفظ ورد في القرآن الكريم ثماني مرات (٣) ، لم يذكر في أحد ما غير ما يخص مصر ، ليس غير ، حيث ذكر بمفهوم النيل ثلاثا ، وأطلق على البحر الذي غرق فيه فرعون أربعا ، والثامنة بشأن عجل السامري ، فكأنما يشير القرآن الكريم إلى موضع معلوم ، كما يدعوه أهله
__________________
(١) سليم حسن : المرجع السابق ص ١٢٩ ، أبكار السقاف : إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة ـ القاهرة ١٩٦٧ ص ١٩٦.
(٢) أنظر : محمد بيومي مهران : مصر والعالم الخارجي في عصر رعمسيس الثالث ص ٤٦ ـ ٦٢ ،
١٩٣٠ ، ٣٠. M.Hamza ,ASAE وكذا W.Hayes ,The Scepter of Egypt ,II ,p.
وكذا , ٦٨ ـ ٣١.p ،
١١. وكذا ٢٥٦. ٥٥٩ ـ ٤٣٣.p ، ١٩٥٢ ، L. Habachi, ASAE, L
(٣) سورة الأعراف : آية ١٣٦ ، طه : آية ٣٩ ، ٣٩ ، ٧٨ ، ٩٧ ، القصص : آية ٧ ، ٤٠ ، الذاريات : آية ٤٠.