مما يجعل بناءها في فترة متأخرة من عهده ، وليس ، على أية حال ، في العقد الأول من عهده (١).
ومنها (رابعا) أن فترة التيه ، وهي أربعون سنة ، ليست رقما تقليديا ، كما يقول أصحاب هذا الرأي ، وإنما هي حقيقة دينية وتاريخية مؤكدة كل التأكيد ، ذلك أن هذا الرقم إنما جاء في التوراة والإنجيل والقرآن العظيم (٢) ، وبدهي أنه ليس من العلم ، فضلا عن الإيمان بكتب السماء ، أن نشك في أمر أجمعت عليه هذه الكتب ، ومنها (خامسا) أن القول بدخول بني إسرائيل مصر عام ١٧٢٠ ق. م ، أمر غير مقبول ، لأنه يجعل دخولهم مصر مع أو قبل دخول الهكسوس مصر ، ذلك لأن الهكسوس ، طبقا للوحة الأربعمائة سنة (٣) ، قد دخلوا مصر ما بين عامي ١٧٣٠ ، ١٧٢٠ ق. م ، بل إن «ردفورد» إنما يذهب إلى أن بداية حكم الهكسوس في مصر يجب أن تكون في وقت ما في السنوات العشر التي تقع ما بين عامي ١٦٦٠ ، ١٦٤٩ قبل الميلاد (٤) ، ومن المعروف ، كما فصلنا من قبل ، أن يوسف عليهالسلام دخل مصر على أيام الهكسوس وبعد فترة لا تقل عن ربع قرن بحال من الأحوال ، استدعى أباه وإخوته ، بل إن هناك ، كما رأينا من قبل ، من يجعل دخول بني إسرائيل مصر على أيام أمنحتب الثاني (١٤٣٦ ـ ١٤١٣ ق. م) ، وإن كنا نرجح الرأي الأول ، الذي يذهب إلى أنهم دخلوا على أيام الهكسوس ، ومن ثم فإن هذه الفترة من دخول بني إسرائيل مصر وحتى خروجهم منها ، كما
__________________
(١) أنظر : محمد بيومي مهران : مصر والعالم الخارجي في عصر رعمسيس الثالث ـ الإسكندرية ١٩٦٩ ص ٤٦ ـ ٦٢ ، مصر ـ الجزء الثاني ـ الإسكندرية ١٩٨٤ ص ١٧٥ ـ ١٨٣.
(٢) سورة المائدة : آية ٢٦ ، عدد ١٤ / ٣٣ ـ ٣٤ ، أعمال الرسل ٧ / ٣٦ ، ٤٢.
(٣) أنظر : محمد بيومي مهران : حركات التحرير في مصر القديمة ـ القاهرة ١٩٧٦ ص ١٣٧ ـ ١٣٩ ، وكذاP.Montet ,Le Stele de L\'an ٤٠٠ ، Kemi ,IV , ٢١٥ ـ ١٩١.p ، ١٩٣٣.
(٤) D. B. Rdeford, The Hyksos Invasion in History and Tradition, Orientaba,
٢٨.p ، ١٩٧٠ ، ٣٩.