هذه المدة ، فهي في القرآن الكريم ، سنون ثمان ، والأرجح أنها كانت عشرا (١) ، كما أشرنا من قبل.
ومنها (ثالثا) أن القائمة القديمة «للملوك الذين ملكوا في أرض أدوم قبل ما ملك ملك لبني إسرائيل (٢) ، لا تذكر إلا ثمانية ملوك بين «بالع بن بعود» ، والذي وحّد ببلعام بن باعور ، طبقا لتقاليد جاءت في التوراة (٣) وبين هدار ، فإذا سمحنا بفترة من ٢٥ إلى ٣٠ سنة ، كحد وسط لكل عهد ، فسوف نحصل على مجموع من السنوات ما بين مائتين وأربعين عاما ، وهذه الفترة تتناسب مع الفترة منذ خروج بني إسرائيل من مصر ، طبقا لهذه النظرية ، وبين قيام ملكية شاؤل (طالوت في القرآن) قبل القرن العاشر قبل الميلاد ، بعقد أو عقدين من الزمان (٤) ، ومنها (رابعا) أن هذه النظرية التي تذهب إلى أن مرنبتاح هو فرعون موسى ، إنما يمكن أن تعطينا تفسيرا لما حدث في فلسطين في الفترة من ١٤٠٠ إلى ١٣٠٠ ق. م (القرن الرابع عشر قبل الميلاد) فيما يتصل بوجود أسماء «شمعون» و «أشير» ، فربما كانا اسمين لمجموعتين عبريتين لم تهاجر إلى مصر ، وهذا يخالف التقاليد العبرية (٥) فضلا عما جاء في القرآن الكريم بشأن دعوة يوسف عليهالسلام أهله أجمعين إلى مصر (٦) ، أو ربما كانا اسمين لأماكن أو مدن كنعانية ، أطلقها الإسرائيليون عليها فيما بعد ، وهذا ما نميل إليه ونرجحه ، وربما كان نفس الشيء صحيحا بالنسبة
__________________
(١) سورة القصص : آية ٢٧ ـ ٢٨.
(٢) تكوين ٣٦ / ٣١ ـ ٣٩.
(٣) عدد ٢٢ / ١٤ ـ ٤١.
(٤) أنظر عن قيام ملكية شاؤل (طالوت) : محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٦٦٨ ـ ٦٧٤ (الإسكندرية ١٩٧٨).
(٥) تكوين ٤٦ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٦) سورة يوسف : آية ٩٢ ـ ١٠٠.