«ياهص» (١) ، كما نجحوا في تحدي عوج ملك باشان في «أذرعي» (٢) وبذلك تمكنوا من الوصول إلى الأردن في مقابل «أريحا» (٣).
وهناك من يميل إلى تأريخ هذه الأحداث بنهاية عصر البرونز الأخير ، وقرب بداية عصر الحديد ، ذلك لأن التوراة إنما تحدثنا عن أن عوج ملك باشان كان له سرير من حديد (٤) ، وإن كان هناك من يذهب إلى أن هذه العبارة إنما تشير إلى «ناءوس» من البازلت الأسود ، كان به ٢٠ خ من الحديد (٥).
وأيا ما كان الأمر ، فمن رأس الفسجة ، التي يفترض أنها جزء من جبل
__________________
ـ الداخل ، ومن ثم فقد منعت بني إسرائيل من السير في البرية التي تقع قبالتها ، وأما عاصمة مؤاب فهي «ديبون» (ذبيان الحالية على مبعدة ثلاثة أميال شمال وادي الموجب) ، هذا وقد كشفت آثار كثيرة في مؤاب ، وخاصة في ربة مؤاب وكرك وماديا ومعين وأم رصاص ، وفي عام ١٩٥٠ / ١٩٥١ كشفت بعثة أمريكية في ديبون عن عدد من المباني والفخار الذي يرجع إلى عصر البرونز المبكر ، وحتى العصر العربي المبكر ، وإن لم تكشف شيئا عن عصر البرونز المتأخر ، وأما لغة مؤاب فهي من اللهجات التي كتبت بها التوراة ، والمعروف عادة بالعبرانية ، والقرابة بين اللغة المؤابية والعبرية مؤكدة ، والمؤابية على أية حال ، لغة سامية قريبة من العبرية كذلك ، كما يبدو واضحا من نقش «الحجر المؤابي» والذي يرجع إلى منتصف القرن التاسع قبل الميلاد ، ويقدم لنا أقدم نقش مكتوب على النمط السامي الشمالي القديم ، وقد كشف عنه عام ١٨٦٨ م في ديبون العاصمة ، ونقل إلى متحف اللوفر بباريس (أنظر عن التفصيلات والمراجع : محمد بيومي مهران : إسرائيل ٢ / ٥٥٢ ـ ٥٥٦).
(١) ياهص : ويقع على مبعدة ميل جنوب زرقاء معين ، ١٢ ميلا شرقي البحر الميت ، وهي إما قرية أم المواليد أو خربة إسكندر (قاموس الكتاب المقدس ٢ / ١٠٤٩).
(٢) أذرعي : وتسمى الآن «درعة» وتقع في وادي زبدة ، على مبعدة ٢٩ ميلا شرقي الطرف الجنوبي لبحيرة طبرية ، وعلى الحدود بين الأردن وسورية (قاموس الكتاب المقدس ١ / ٤٢).
(٣) عدد ٢١ / ٢١ ـ ٣٥ ، ١٢ / ١ ، تثنية ٢ / ٢٦ ـ ٣ / ١١.
(٤) تثنية ٣ / ١١.
(٥) ١٥٤. J.Finegan ,op ـ cit ,P.