كان في الأصل مبنيا ، كما في الفعلية إذا كان الفعل مبنيا ، وكما في : سيضرب ، وسوف يضرب ، ولن يضرب ولم يضرب ، وكذا في نحو : أزيد ، وهل زيد ، و : لزيد ، إذ الأسماء بعد هذه الأحرف مبتدأة (١) في الظاهر ؛
قال سيبويه (٢) : المسمّى بالمعطوف مع العاطف من دون المتبوع واجب الحكاية ؛ إذ العاطف إمّا عامل ، أو كالعامل ، على ما مرّ في باب التوابع ، وكذا كل اسم معمول للحرف ، نحو : إن زيدا ، وما زيد ، ومن زيد ، إلا أن حرف الجر فيه تفصيل ، وذلك أنه لا يخلو أن يكون أحاديّا أو ، لا ، فإن كان ، فعند سيبويه والخليل ، فيه الحكاية لا غير ، إذ لا يجوز جعله كالمضاف كما في الثنائي والثلاثي ؛ وقال الزجاج : يجوز جعله كالمضاف بأن تزيد عليه حرفين (٣) من جنس حركته مدغما أحدهما في الآخر ، وتعربه إعراب المضاف كما تزيدهما عليه إذا سمّيت به وهو مفرد (٤) ، كما يجيئ في باب العلم ،
هذا قوله : والأولى أن تزيد حرفا ، لأن الحرفين إنما زدتهما عليه في حال الإفراد ، لئلا يسقط حرف اللين للساكنين فيبقى المعرب على حرف ، ومع الإضافة ، لا تنوين حتى يلتقي ساكنان ؛
وإن كان على حرفين ، فعند الخليل ، وهو ظاهر مذهب سيبويه (٥) ، أنه يجب إعراب الأول إعراب المضاف لا غير ، فإن كان ثانيهما حرف مد ، زدت عليه حرفا من جنسه ، كما تقول في المسمّى ب : «في زيد» : فيّ زيد ، مشدّدة الياء ، كما تزيده في الإفراد ، على ما يجيئ في باب العلم ،
والأولى ترك الزيادة ، لأنه آمن من بقاء المعرب على حرف بسبب الإضافة ؛ وأجاز
__________________
(١) أي مبدوء بها الكلام ، وليس المراد المعنى الاصطلاحي ؛
(٢) انظر سيبويه ج ٢ ص ٦٨.
(٣) أي حرفي علة من جنس حركته ؛
(٤) يعني بدون تركيب ؛
(٥) انظر سيبويه ج ٢ ص ٦٦.