الزجاج الحكاية في الثنائي ، أيضا ، وكذا الخلاف في الثلاثيّ حكاية ، وإعرابا ، نحو : منذ شهر ؛ (١)
وإن لم يكن الأول حرف جرّ ، فالحكاية ، كما ذكرنا لا غير ، اتفاقا منهم ، نحو : أزيد ، ولزيد ؛
وإنما اختص حرف الجر بذلك ، لكون المجرور بعد التسمية ، في صورة المضاف إليه ، والمضاف لا يكون محكيا ، كما لا يكون المفرد محكيا ، كذا قال سيبويه ؛ هذا ، وقد جاء صدر الجملة المسمّى بها مضافا إلى عجزه ، إذا لم يكن الصدر ضميرا ، تشبيها للجزأين بالمضاف والمضاف إليه ، كما مرّ ، والأولى أن يجوز ، أيضا ، الضمير (٢) ، لخروجه عن معناه ، لو ثبت إضافة الفعل أو الحرف بعد التركيب ، كما مرّ ؛ وكذا يبقى الجزء الثاني على حاله إذا كان قبل مستحقا لإعراب معيّن لكنه كان مع ذلك مبنيا على حركة مشابهة لحركة الإعراب كما في : يا زيد ، ولا رجل ، فيحكى الجزآن على ما كانا عليه قبل التسمية اجراء للحركة البنائية مجرى ما شابهته من الإعرابية ؛
وإن لم يكن الثاني قبل العلمية مستحقا لخصوص اعراب ، فلا يخلو من أن يكون مما له قبل العلمية مطلق اعراب مع التركيب ، أو ، لا ، فان كان ، وهو من التوابع الخمسة مع متبوعاتها لا غير ، بقي التابع مع المتبوع على ما كانا عليه قبل التسمية من تعاقب الإعراب عليهما ، كما قلنا في المضاف والاسم العامل عمل الفعل ، ويراعى الأصل في الصرف وتركه أيضا ؛ فيصرف «عاقلة ظريفة» سواء سمّي به رجل أو امرأة ، لأن المسمّى به ليس واحدا من الاسمين ، بل المجموع ، وليس المجموع اسما مؤنثا ، فإن سمّيت بعاقلة ، وحدها فالأكثر ترك الصرف لأن اللفظ مفرد ، ويجوز صرفها على الحكاية ، إجراء لها مجرى الصفة والموصوف ، وإن كان اسما ، فكأنك سميت بامرأة عاقلة كما تقول : الحسن ، والحسين ، والحارث ، باللام ، اعتبارا لأصل الصفة ، وإذا سميت «بطلحة وزيد» ، لم تصرف الأول ،
__________________
(١) يعني في حالة تركيب الاسمين والتسمية بالمركب ،
(٢) أي إضافة الضمير ؛