والفرق بينها وبين اللقب معنى ، أن اللقب يمدح الملقب به أو يذم ، بمعنى ذلك اللفظ ، بخلاف الكنية فإنه لا يعظم المكنى بمعناها ، بل بعدم التصريح بالاسم ، فإن بعض النفوس تأنف من أن تخاطب باسمها ؛
وقد يكنى الشخص بالأولاد الذين له ، كأبي الحسن ، لأمير المؤمنين : علي ، رضي الله عنه ، وقد يكنى في الصّغر تفاؤلا بأن يعيش حتى يصير له ولد اسمه ذاك ؛ (١)
وإذا قصد الجمع بين الاسم واللقب : أتي بالاسم أوّلا ثم باللقب ، لكون اللقب أشهر ، لأن فيه العلمية مع شيء آخر من معنى النعت ، فلو أتي به أوّلا ، لأغنى عن الاسم فلم يجتمعا ؛ ثم إمّا أن يتبع اللقب الاسم عطف بيان له ، لكونه أشهر ، أو يقطع عنه رفعا أو نصبا ، على المدح أو الذم ؛ لكونه متضمنا لأحدهما ، ويجوز الإتباع والقطع المذكوران سواء كانا مفردين أو مضافين أو مختلفين في ذلك ، وإن كانا مفردين أو ، أوّلهما ، جاز إضافة الاسم إلى اللقب ، كما تقدم في باب الإضافة ؛
وظاهر كلام البصريين : وجوب الإضافة عند افرادهما ، وقد أجاز الزجاج والفراء الاتباع أيضا ، وهو الأولى ، لما روى الفراء : قيس قفة ، ويحيى عينان ، لرجل ضخم العينين ، وابن قيس الرقيّات بتنوين قيس وإجراء الرقيّات (٢) عليه ، والأشهر إضافة قيس إلى الرقيات ، إمّا على أن الرقيات لقب لقيس ، والاضافة كسعيد كرز ، أو على أن الإضافة لأدنى ملابسة ، لنكاحه (٣) نسوة اسم كل منهن رقية ، وقيل : هنّ جدّاته ، وقيل : شبّب بثلاث نسوة كذلك (٤) ، قال :
٥٢١ ـ قل لابن قيس أخي الرقيّات |
|
ما أحسن العرف في المصيبات (٥) |
__________________
(١) أي ذلك الاسم الذي كنى به ؛
(٢) أي جعلها تابعة له في الاعراب ، ومقابله الاضافة كما سيذكره ؛
(٣) أي زواجه منهن ؛
(٤) كذلك أي أن اسم كل منهن رقيّة ؛
(٥) أراد بالعرف : الصبر ، وكذلك جاء في بعض الروايات ، ولم تذكر نسبة هذا البيت إلى قائل معين ؛