إع ، واس ، وإذا وصلته بما قبله أسقطت الهمزة لكونها للوصل فتقول : هذا اس ، وقام اس ، وقال (١) : قد أتى بعض الأسماء على حرف إذا اتصل بكلام نحو : من اب ، بتخفيف الهمزة ، وردّ عليه المبرد بأن تخفيف الهمزة غير لازم ، فكأن الكلمة على حرفين ، بخلاف حذف همزة الوصل فإنه لازم ، فيبقى الاسم المعرب على حرف واحد ، وردّ أيضا بامتناع جلب همزة الوصل للمتحرك ؛ والزجاج يزيد همزة الوصل كما زاد سيبويه ، ويقطعها هربا مما ألزم به سيبويه ؛ ولأن همزة الوصل في الأسماء الصرفة قليل ، وإنما تكون في الفعل والاسم الجاري مجراه ، أعني المصدر ، وفي الحرف ، فلهذا إذا سمّيت بفعل فيه همزة وصل قطعتها كقولك : بوحش إصمت (٢) ، وأمّا إن سمّيت باسم فيه همزة الوصل كابن واسم ابقيتها (٣) على حالها لعدم نقل الكلمة من قبيل إلى قبيل ؛
ومذهب غير هؤلاء المذكورين : التكميل ببعض تلك الكلمة ، كما ذكرنا في الحرف المتحرك ، فالعين تكمل بالفاء ، وأمّا اللام فيكمل إمّا بالعين عند المازني ، وإمّا بالفاء عند الأخفش ؛
وإن كان ذلك الساكن مما قبله همزة وصل ، فإن كان ذلك في الفعل ، كضاد : اضرب ، جئت بالهمزة مقطوعة ، لما ذكرنا ، وإن كان في الاسم كنون انطلاق ، كمل بالحرف الذي بعده ، فتقول : انط ،
__________________
(١) أي سيبويه ٢ / ٦٣ ، وجاء بهامش الصفحة اقتباس من كلام السيرافي يتضمن الأقوال في ذلك ويتضمن الرد الذي نقله الشارح عن المبرد ؛
(٢) جاء هذا المثال في بيت شعر للراعي النميري ، وهو قوله :
أشلى سلوقية باتت وبات بها |
|
بوحسن اصمت في أصلابها أود |
واعتبره البغدادي شاهدا وكتب عليه ؛
(٣) أبقيتها في موضع الجواب عن أمّا فحقه الاقتران بالفاء ، ويتكرر ذلك في كلام الشارح الرضى ؛