ما يذكر في موضعه ؛ (١) ثم انه غلب على ألفاظ العدد : التعبير بها عن المعدود ، فطرأ عليها ، إذن ، معنى الوصف الذي هو معنى الأسماء المشتقة ، إذ صار معنى : رجال ثلاثة ، رجال معدودة بهذا العدد ، لكنه مع غلبة معنى الوصف عليها ، كان استعمالها غير تابعة لموصوفها أغلب ، فاستعمال نحو : ثلاثة رجال ، أغلب من استعمال رجال ثلاثة ، وإن كان الثاني ، أيضا ، كثير الاستعمال ، وذلك لأجل مراعاة أصل هذه الألفاظ في الجمود ، ولقصد التخفيف أيضا ، إذ بإضافتها إلى معدوداتها يحصل التخفيف بحذف التنوين ؛
فصار ، على هذه القاعدة : أصل جميع ألفاظ العدد أن تضاف إلى معدوداتها ، فإن لم تضف ، كما (٢) بين : أحد عشر ، إلى مائة ، فالعلة كما يجيئ ، فإضافة ثلاثة رجال ومائة درهم كإضافة : جرد قطيفة وأخلاق ثياب ، على الخلاف المذكور بين أهل المصرين (٣) ، هل أضيفت الصفة إلى ما كان موصوفها ، وهل المضاف إليه الآن باق على موصوفيته ، كما هو مذهب الكوفيّة ؛ أو موصوف المضاف محذوف عام والمضاف إليه مبيّن له ، كما هو مذهب البصرية؟ فيه (٤) الخلاف المذكور في باب الإضافة ؛
فلا منع أن يقال : تجويز الكوفية نحو : الثلاثة الأثواب ، بتعريف المضاف ، لأن الإضافة عندهم في مثله لفظية ، فلم ينكر دخول اللام في الأوّل أيضا ، وإن كان تعرف الثاني هو تعرفه ، كما مرّ في باب الإضافة ، وليس ذلك بمطرد ، لأنه لم يسمع : الجرد القطيفة ، لكن لما ورد السماع به في العدد ، فالوجه (٥) هذا ؛
فلمّا ثبت معنى الوصف في ألفاظ العدد ، وجرت تابعة لألفاظ المعدودات كثيرا ،
__________________
(١) موضعه علم المنطق والمقولات ؛
(٢) أي كالاعداد التي بين أحد عشر ، ومائة ؛
(٣) أي البصرة ، والكوفة
(٤) جملة فيه الخلاف : جواب الاستفهام الذي ذكره ،
(٥) أي مبرر الاستعمال ،