قوله : «وحذفت تاء التأنيث في خصيان ، وأليان» ، اعلم أنه يجوز خصيتان وأليتان اتفاقا ، قال :
٥٥٤ ـ متى ما تلقني فردين ترجف |
|
روانف أليتيك وتستطارا (١) |
وقال :
٥٥٥ ـ بلى ، أير الحمار وخصيتاه |
|
أحبّ الى فزارة من فزار (٢) |
فأما خصيان ، وأليان ، فقال أبو علي : الوجه في ذلك : أنه لما كان الخصيتان لا تنفرد احداهما عن صاحبتها ، صار اللفظ الدال عليهما معا ، أي لفظ التثنية موضوعا وضعا أوّل على التثنية ، كما في : مذروين ، وكذا أليان ، وليس خصية ، وألية ، بمفردين لخصيان وأليان ، بل مفرداهما : خصي وألي ، في التقدير ، ومثنيا خصية وألية : خصيتان وأليتان ؛
وقيل : بل أليان وخصيان من ضرورات الشعر ، فانهما لم يأتيا الا فيه ، قال :
٥٥٦ ـ يرتجّ ألياه ارتجاج الوطب (٣)
__________________
(١) روانف الآليتين طرفاهما ، وهما رانفتان وإنما جمع حذرا من اجتماع تثنيين فيما لا لبس فيه والبيت من شعر عنترة العبسي يخاطب عمارة بن زياد العبسي وأولها :
أحولي تنفض استك مذرويها |
|
لتقتلني فها أنا ذا عمارا |
(٢) من أبيات للكميت بن ثعلبة ، شاعر إسلامي من بني فقعس ، ويسمّى الكميت الأكبر ، وهو جد شاعر اسمه الكميت بن معروف ، وكلاهما غير الكميت بن زيد صاحب الهاشميات التي مدح بها آل البيت وهو من بني أسد ؛ والأبيات التي منها الشاهد هجاء لبني فزارة ، وكانوا يعيّرون بأكل أير الحمار ، وهي ثلاثة أبيات وقبل الشاهد :
نشدتك يا فزار ، وأنت شيخ |
|
إذا خيّرت ، تخطىء في الخيار؟ |
أصيحانية أدمت بسمن |
|
أحبّ إليك أم أير الحمار؟ |
والصيحاني تمر معروف ، وبعد هذين البيتين البيت المستشهد به ؛
(٣) شطر من رجز في وصف رجل بإنه عظيم العجز رخوه حتى إنه ليهتز كما يهتز زق اللبن، وقبل هذا الشطر :
كأنما عطية بن كعب |
|
ظعنية واقفة في ركب |
والرجز مجهول القائل ، كما قال البغدادي ؛