ويمكن أن يكون ، جعل النون معتقب الاعراب ؛ أي زعانف قوم آخرين ؛ ولا يخلو المفرد في جمع المذكر السالم أن يكون صحيحا ، أو ، لا ، وقد مضى حكم الصحيح ، والمعتل إمّا أن يكون منقوصا أو مقصورا أو غير ذلك ، فما هو غير ذلك ، في حكم الصحيح ، كظبيون ، ودلوون في العاقل المسمّى بظبي ودلو ؛ والمنقوص تحذف ياؤه ، وذلك لأنها تنضم قبل الواو ، وتنكسر قبل الياء ، والضم والكسر : مستثقلان على الياء المكسور ما قبلها طرفا ، كما في : جاءني القاضي ومررت بالقاضي وهذه الياء مع واو الجمع ويائه في حكم الطرف لعدم لزومهما ، فحذفا. (١) فالتقى ساكنان ، فحذف أولهما كما هو القياس في الساكنين اللذين أولهما حرف مد ، فضمّ ما قبل الواو ، لمناسبتها للضمة كما في الصحيح ، ولو أبقيت الكسرة مع بقاء الواو بعدها ، لتعسّر النطق بها ، ولو قلبت الواو ياء ، لم يبق فرق بين رفع الجمع وغيره من النصب والجر ،
فان قيل : فكذا في نحو : مسلميّ
قلت : ذلك لياء الاضافة التي هي على شرف الزوال ، وأمّا في حال النصب ، والجر ، فحذفت الياء ، وبقيت الكسرة على حالها ، لكون ياء الجمع بعدها ؛
ولم تحذف ياء المنقوص في المثنى لأنها تنفتح ، كما ذكرنا ، قبل ألف المثنى ويائه ، والفتحة لا تستثقل على الياء ، كما في رأيت القاضي ؛
وان كان الاسم مقصورا ، حذفت الألف في الأحوال (٢) ، للساكنين ، نحو : مصطفون ، ومصطفين ، والعيسون والعيسين ؛ وإنما حذفت في الجمع وقلبت في المثنى
__________________
لجرير : أتهجو خالي والله لأقتلنك ، فقال جرير :
اتوعدني وراء بني رياح |
|
كذبت ، لتقصرن يداك دوني |
وروى قوله عرفنا جعفرا .. الخ : عرفنا جعفرا وبني أبيه ، وفي الخزانة : وبني عبيد ، والزعانف جمع زعنفة وأصلها أهداب الثوب والمراد هنا الإتباع ،
(١) يعني ياء الجمع وواوه ؛
(٢) أي أحوال الاعراب الثلاثة ؛