وتقول في الاخبار عن «زيد» بالذي : الذي ضربت وأكرمته : زيد ؛ وبالألف واللام : الضاربه أنا وأكرمته : زيد ، أبرزت ضمير المفعول في : الضاربه وإن كان محذوفا في الأصل ، لأن ضمير الألف واللام لا يحذف ، كما ذكرنا ، وأبرزت «أنا» لجري الصفة على غير من هي له ؛
وبعض المتقدمين يحذف ضمير اللام في مثله ، نظرا إلى الأصل ؛ (١)
وتقول على مذهب الأخفش : الضاربه أنا والمكرمه أنا : زيد ، وعند المازني : الضارب أنا ، على أنه مبتدأ وخبر ، والمكرمه أنا : زيد ، جملة معطوفة على جملة أخرى ؛
وتقول في هذه المسألة إذا أعمل الأول نحو : ضربت وأكرمته زيدا ، بالهاء في «أكرمته» على المختار ، كما مرّ في باب التنازع ، مخبرا عن التاء الأولى بالذي : الذي ضرب وأكرمه زيدا : أنا ، وبالألف واللام : الضارب وأكرمه زيدا : أنا ، والتنازع باق في الموضعين ؛ وعند الأخفش : الضارب زيدا والمكرمه : أنا ، قدّمت زيدا إلى جنب عامله إذ لا يعطف على الموصول مع بقاء بعض صلته ، وعند المازني : الضارب زيدا أنا والمكرمه أنا ؛
والاخبار عن تاء «أكرمت» كالاخبار عن تاء «ضربت» سواء عند كلهم (٢) ؛ وأمّا الاخبار عن «زيدا» بالذي فتقول فيه : الذي ضربته وأكرمته زيد ، تصل الضمير القائم مقام زيد بعامله لعدم ما يوجب انفصاله وكذا بالألف واللام : الضاربه أنا وأكرمته : زيد ، الهاء في «الضاربه» هو الضمير القائم مقام زيد ، وأبرزت «أنا» لجري الصفة على غير صاحبها ؛ وعند الأخفش : الضاربه أنا والمكرمه أنا : زيد ، وعند المازني : الضاربه أنا والمكرمه أنا هو : زيد ، وزيد خبر للضاربه ، لأنه كان في الأصل مفعول ضربت ؛ والجملة المعطوفة ، أعني : المكرمه .. متوسطة بين جزأي المعطوف عليها ؛
__________________
(١) أي إلى صورة التنازع الأصلية التي هي موضوع التدريب ؛
(٢) نص الرضى ، كغيره من النحاة ، على أن «كل» المضاف إلى الضمير لا يقع تاليا للعوامل اللفظية فلا يقع إلا مبتدأ أو توكيدا معنويا ، وهو ، مع ذلك ، يستعمل هذا الأسلوب كثيرا في هذا الشرح ؛