فتبيّن بهذا فساد قول من قال : إن خبر «ما دام» لا يتقدم على اسمه ؛ (١)
ويجوز قليلا حذف صلة الموصول الاسمي غير الألف واللام ، إذا علمت ، قال :
٤٣٦ ـ فإن أدع اللواتي من أناس |
|
أضاعوهنّ لا أدع الّذينا (٢) |
وقد التزم حذفها مع : اللّتيا معطوفا عليها : التي ، إذا قصد بهما الدواهي ليقيد حذفها أن الداهيتين : الصغيرة والكبيرة ، وصلتا إلى حدّ من العظم لا يمكن شرحه ، ولا يدخل في حيّز البيان ، فلذلك تركتا على ابهامهما بغير صلة مبيّنة ؛ ويجوز كون تصغير : اللتيّا للتعظيم ، كما في قوله :
٤٣٧ ـ وكل أناس سوف تدخل بينهم |
|
دويهية تصفرّ منها الأنامل (٣) |
وأجاز الكوفيون حذف غير الألف واللام من الموصولات الاسمية خلافا للبصريين ؛ قالوا في قوله تعالى : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)(٤) ، أي إلا من له مقام معلوم ، ونحوه قول المتنبي :
٤٣٨ ـ بئس الليالي سهرت من طربي |
|
شوقا إلى من يبيت يرقدها (٥) |
__________________
(١) يأتي بسط الكلام على هذا ، وذكر الخلاف فيه في باب الأفعال الناقصة من قسم الأفعال ، إن شاء الله تعالى ،
(٢) هذا من قصيدة الكميت بن زيد التي هجا فيها قبائل اليمن وتقدم منها الشاهد رقم ١٦ في الجزء الأول ، وهو :
فلا أعني بذلك أسفليكم |
|
ولكني أريد به الذوينا |
ومعنى بيت الشاهد : إن كنت أترك النساء اللاتي أضاعهنّ رجالهن فلم يحموهن ولا أهجوهنّ ، فإني لا أترك الرجال الذين أضاعوا نساءهم ،
(٣) من قصيدة لبيد بن ربيعة التي تقدم صدرها قريبا ، وهو :
ألا تسألان المرء ما ذا يحاول |
|
أنحب فيقضي أم ضلال وباطل |
(٤) الآية ١٦٤ سورة الصافات ،
(٥) من قصيدة للمتنبي ، أولها :
أهلا بدار سباك أغيدها |
|
أبعد ما بان عنك خرّدها |
يقول فيها : يا حاديي عيسها وأحسبني |
|
أوجد ميتا قبيل أفقدها |
قفا قليلا بها عليّ ، فلا |
|
أقلّ من نظرة أزوّدها |
والرضى يورد كثيرا من شعر المتنبي ومن في منزلته من الشعراء وتقدمت الإشارة إلى ذلك.