المبنى عليه فى القول الآخر ولا يكون الشئ الواحد موميا الى الجنسين المتنافيين وان اراد ان الصلة بمعونة المقام وسوق الكلام تومى الى جنس الخبر المبنى فمسلم لكن من اين يعلم ان ذلك الايماء حاصل بالصلة لم لا يجوز ان يكون حاصلا من السوق والمقام حتى لو بدل الموصول مع الصلة بلفظ آخر ولوحظ المقام والسهوق يحصل ذلك الايماء (قال قدس سره وليس بناؤه اجناسا مختلفة) اى فى نفسه وكونه اجناسا مختلفة بحسب اختلاف اجناس الخبر لا يدفع الاستدراك كما لا يخفى (قال قدس سره لعله جعل البناء) هذا التوجيه انما يتأتى فى عبارة المتن دون المفتاح لانه وقع فيه بناء الخبر المبنى عليه ولذا قال الشارح رحمه الله فى شرح المفتاح يعنى يفهم من المبتدأ الذى هو الموصول مع الصلة بالفكر والتأمل ان طريق بناء الخبر عليه طريق اثبات الثواب والجنان كما فى قولك الذين آمنوا او العقاب والنيران كما فى قولك الذين كفروا الخ فجعل البناء فيه بمعنى الاثبات واعتبر تعدد طرقه باعتبار تعدد طرق الخبر لكن هذا لا يدفع الاستدراك والاستغناء (قال قدس سره كما يشهد به كلام السكاكى فى تعريف المسند السببى) حيث قال هو ان يكون مفهوم المسند مع الحكم عليه بانه ثابت للشئ الذى بنى عليه ذلك المسند مطلوب التعليق بغير ما بنى عليه ذلك المسند تعليق اثبات لذلك الغير بنوع ما او تعليق نفى عنه بنوع ما او يكون المسند فعلا يستدعى الاسناد الى ما بعده بالاثبات او بالنفى فيطلب تعليق ذلك المسند على ما قبله بنوع اثبات او نفى لكون ما بعد ذلك المسند متعلقا بما قبله بسبب ما فالاول نحو زيد ابوه منطلق والثانى نحو زيد ضرب اخوه انتهى فجعل القسم الاول مقابلا للقسم الثانى وفيه تقديم المسند (قال قدس سره على تقدير صحته) اى لا نسلم ان الموصوف بالبناء هو الخبر المتأخر فان البناء عبارة عن الثبوت او الاثبات وهو لا يختص بالتأخر والتأخر فى تعريف السكاكى مستفاد من المقابلة (قال قدس سره والاستغناء) لان الخبر وان كان موصوفا بالتأخر لكن لا دخل له فى ايماء (قوله كالارصاد) والفرق بينهما ان الارصاد من المحسنات اللفظية وان هذا من النكات المعنوية كما يدل عليه تفسيرهما (قال قدس سره لا نزاع فى كون هذا الكلام مشتملا الخ) لا يخفى على المنصف ان الايماء فى هذا الموصول انما هو الى كون الخبر المذكور بعده مماله نوع مناسبة برفع السماء والا لما اختاره اما انه من جنس الرفعة والبناء فكلّا حتى لو قيل ان الذى رفع السماء فرش الارض كان كلاما بليغا (قال قدس سره الا ان ذلك الايماء لا مدخل له الخ) قيل ان قصد التعريض بالتعظيم من نفس الموصول فالايماء له مدخل فى ذلك لان الايماء الى جنس الخبر الذى بناؤه مشعر