والترديد بسبب انهم لم يصرحوا بالاستعارة فى الهيئة التركيبية او فى صيغة الفعل باعتبار النسبة بل حصروا الاستعارة فى الاصلية وهى فى اسماء الاجناس وما يجرى مجراها وفى التبعية وهى فى الحروف والمشتقات باعتبار معانيها المصدرية واما الاستعارة فى الهيئة التركيبية او فى الافعال باعتبار مدلولاتها التى هى النسب او الزمان كما فى الماضى المستعمل بمعنى المستقبل فلم يصرحوا بذلك* قال قدس سره لا يدفع هذا التجوز* قد عرفت انه يدفعه لما نقلت عن الرضى* قال قدس سره هذا انما يصح اذا اريد الخ* ليس مقصود الشارح رحمه الله تعالى البحث على المصنف رحمه الله تعالى بانه لا حاجة الى ذكر عدم الشمول لاغناء عدم التجوز عنه حتى يرد عليه ما ذكره السيد بانه انما يتم اذا اريد بالتجوز الاعم الشامل للغوى والعقلى واما اذا اريد به التجوز العقلى على ما يدل عليه عبارة المفتاح فلا بد من ذكره بل مقصوده انه يمكن الاكتفاء بذكر التجوز بان يراد المعنى الاعم وليس ذكر عدم الشمول فى بيان دواعى التأكيد لازما فالبحث بمعنى التفتيش لا بمعنى الاعتراض (قوله واما بيانه بالمعنى المصدرى) اى كشفه وايضاحه والمراد كشفه بعطف البيان بقرينة المقام فقول الشارح رحمه الله تعالى اى تعقيب المسند اليه بيان لحاصل المعنى* قال قدس سره مغايرين لاؤلئك* انما اعتبر المغايرة بينهما ليحصل باجتماعهما الايضاح فانهما لا يصدقان الاعلى ذات واحدة بخلاف ما اذا كان واحدا من الثلاثين المسميين بزيد مشاركا له فى الكنية المشتركة بين عشرين فانه لا يحصل الايضاح من تلك المشاركة* قال قدس سره اوضح* لقلة الاشتراك فيها (قوله لا تحصر فى الايضاح) وان كان لازما له ولذا عرفوه بانه تابع غير صفة يوضح متبوعه فاقتصار المصنف رحمه الله تعالى عليه لانه الغالب (قوله للمدح) اذ فيه اشعار باعتبار الوضع التركيبى الى كونه محرما فيه القتال والتعرض لمن التجأ اليه وان كان مستعملا ههنها فى معناه العلمى ولذا جعل المجموع عطف بيان فما قيل انه يجوز ان يكون البيت الحرام نعتا موطئا للكعبة كما جعل قوله تعالى (قُرْآناً عَرَبِيًّا) حالا موطئة من ضمير انزلناه ليس بشئ واما البدل فلانه فى حكم تكرير العامل وليس المقصود تكرير نسبة الجعل اليه ولا النسبة الى الثانى مقصودا اصليا (قوله لا للايضاح) لان الكعبة اسم مختص ببيت الله تعالى لا يشاركه فيه شئ (قوله وفائدته الخ) فى الكشاف قوم هود عطف بيان لعاد فان قلت ما الفائدة فى هذا البيان والبيان حاصل بدونه قلت الفائدة فيه ان يوسموا بهذه الدعوة وسما ويجعل فيهم امرا محققا لا شبة فيه بوجه من الوجوه ولان عادا عادان الاولى القديمة التى هى