عطف المفرد على المفرد* قال قدس سره يحتمل ان يكون اعتراضية* اختاره الرضى بحث الحروف المشبهة وفى الكشاف انه يجرى مجرى الاعتراض وانما جعله جاريا مجراه لانه باق على حقيقة العطف وانما انزله عن مقره للمعنى الذى افاده بقوله وفائدة التقديم الخ* قال قدس سره الى غير ذلك* كانه اشارة الى وجه اختيار حذف الخبر عن الثانى على حذف الخبر عن الاول ليكون السابق قرينة اللاحق دون العكس ولان الآية مسوقة لبيان حال اليهود والنصارى فهم احق بالخبر المذكور وفى المغنى والذى حمل صاحب الكشاف على ان جعل المذكور خبرا للسابق وخبر الصائبون محذوفا منويا نية التأخير مع ان مذهب سيبويه فى زيد عمرو قائم ان المذكور خبر الثانى وحذف عن الاول وهو الظاهر لئلا يلزم الفصل والخذف وما ذكره من المعنى فانه لا يتمشى الا اذا اخرج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر والى ما ذكره صاحب الفرائد من ان رفع الصائبون من قبيل العطف على التوهم كما فى قوله بدا لى انى لست مدرك ما مضى* ولا سابق شيئا اذا كان جائيا* كانه توهم انه قال لست بمدرك ما مضى فكانه قيل ههنا الذين آمنوا وهادوا الخ والى ما قيل ان الصائبون منصوب ويجئ النصب بالواو فى بعض اللغات والى ما قيل انه عطف على الضمير المتصل فى هادوا ولا يخفى ضعفها (قوله وخبر الاول محذوف) فى المغنى وقد تكلف بعضهم فزعم ان نحن للمعظم نفسه وان راض خبر عنه ولا يحفظ مثل نحن قائم بل تجب فى الخبر المطابقة نحو (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) واما قوله (رَبِّ ارْجِعُونِ) فافرد ثم جمع فلان غير المبتدأ والخبر لا يجب لهما من التطابق ما يجب لهما (قوله خبر لوالدى) اى لكان من حيث انه عامل فيه اذ لا يصح كون بريا على النصب خبر الوالدى (قوله من عطف المفرد) وانما يصح العطف مع ان المعطوف لا تباشره صيغة المتكلم لانه وقع تابعا ويعتفر فى التابع ما لا يغتفر فى المتبوع او على سبيل التغليب (قوله والخبر محذوف) والكلام من عطف الجملة على الجملة على نية تقديم بريا او تقدير المحذوف مؤخرا عنه (قوله والبحر ايضا مترع) ولفظة كان فى المعطوف عليه لمجرد الاستمرار فالمناسبة بين الجملتين فى المعنى متحققة (قوله لم يكن بعيدا) فيه اشارة الى ان فيما ذكره الجمهور والمرزوقى بعد الان الاصل فى العطف ان يكون عطف المفردات وان يكون السابق قرينة على اللاحق دون العكس (قوله اى وعمرو كذلك) ان جعل من عطف الجملة فقد حذف المسند من الجملة الثانية وان قصد عطف عمر وعلى زيد وعطف منطلق المحذوف على منطلق المذكور فقد حذف